وَهَذَا أثر صَحِيح، رَوَاهُ الشَّافِعِي (١) ، وَالْبَيْهَقِيّ (٢) عَنهُ، عَن زيد بن
أسلم، عَن أَخِيه خَالِد بن أسلم " أَن عمر بن الْخطاب أفطر فِي رَمَضَان فِي
يَوْم ذِي غيم، وَرَأَى أَنه قد أَمْسَى وَغَابَتْ الشَّمْس، فَجَاءَهُ رجل فَقَالَ: قد
طلعت الشَّمْس. فَقَالَ: الخَطْب يسير وَقد اجتهدنا " قَالَ الشَّافِعِي وَمَالك:
يَعْنِي قَضَاء يَوْم مَكَانَهُ. قَالَ الْبَيْهَقِيّ: وَرُوِيَ من وَجْهَيْن آخَرين عَن عمر
مُفَسرًا فِي الْقَضَاء. فذكرهما بِإِسْنَادِهِ. إِحْدَاهمَا: عَن عَلّي بن حَنْظَلَة، عَن
أَبِيه - وَكَانَ أَبوهُ صديقا لعمر - قَالَ: " كنت عِنْد عمر فِي رَمَضَان فَأفْطر
وَأفْطر النَّاس، فَصَعدَ الْمُؤَذّن ليؤذن فَقَالَ: أَيهَا النَّاس، هَذِه الشَّمْس
(مَا) (٣) تغرب. فَقَالَ عمر: كفانا الله شرك، إِنَّا لم نبعثك رَاعيا. ثمَّ قَالَ
عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْه (٤) : من كَانَ قد أفطر فليصم يَوْمًا مَكَانَهُ " وَفِي الْأُخْرَى " فَقَالَ
عمر: مَا نبالي وَالله نقضي يَوْمًا مَكَانَهُ " ثمَّ قَالَ الْبَيْهَقِيّ: وَفِي (نَظَائِر) (٥)
هَذِه الرِّوَايَات عَن عمر فِي الْقَضَاء دَلِيل عَلَى خطأ رِوَايَة زيد بن وهب فِي
ترك الْقَضَاء. ثمَّ سَاقهَا وَبَين (ضعفها) (٦) .
السَّادِس وَالسَّابِع: رُوِيَ عَن عَلّي وَابْن عمر " أَنه لَا بَأْس بِالسِّوَاكِ
الرطب " (٧) .
أما أثر عَلّي فَلَا يحضرني من خرجه، وَأما أثر ابْن عمر فَذكره
البُخَارِيّ (٨) بِنَحْوِهِ، وَهَذَا لَفظه: وَقَالَ ابْن عمر: " يستاك أول النَّهَار
وَآخره " وَفِي الْبَيْهَقِيّ (٩) عَنهُ «أَنه كَانَ يستاك وَهُوَ صَائِم» وَرُوِيَ عَنهُ
(١) «الْأُم» (٢ / ٩٦) .
(٢) «السّنَن الْكُبْرَى» (٤ / ٢١٧) .
(٣) فِي «السّنَن الْكُبْرَى» : لم.
(٤) من «السّنَن الْكُبْرَى» .
(٥) فِي «السّنَن الْكُبْرَى» : تظاهر.
(٦) فِي «أ، ل» : صفتهَا والمثبت من «م» .
(٧) «الشَّرْح الْكَبِير» (٣ / ٢١٦) .
(٨) «صَحِيح البُخَارِيّ» (٤ / ١٨١) .
(٩) «السّنَن الْكُبْرَى» (٤ / ٢٧٣) .