أهو من تأليف الإمام النسائي، اختصره وانتخبه من كتابه "السنن الكبرى".
أم أنه من تأليف تلميذه العلامة ابن السني. اجتباه من كتاب شيخه؟ واشتبه ذلك على بعض أهل العلم. فنسب بعضهم الكتاب للإمام النسائي، وبعضهم نسبه لابن السني، تلميذ النسائي.
ولعل أول من نسب الكتاب إلى ابن السني هو العلامة الحافظ الذهبي (١) كما في كتابه العظيم "سير أعلام النبلاء" ١٤/ ١٣٣ ومال إلى ذلك الأخ العلامة المحقق الشيخ شعيب الأرناؤوط.
وكدت أن أرى هذا الرأي. غير أنني وجدت أن صاحبنا العلامة الجليل الشيخ عبد الصمد شرف الدين يؤكد أن "المجتبى" و"السنن الكبرى" هما للإمام النسائي، ويقول في الجزء الأول من "السنن الكبرى" الصفحة ٢٢:
(فمما لا مراء فيه أن الإمام أبا عبد الرحمن النسائي، هو الذي انتخب من سننه الكبرى، ما هو أقل حجمًا منها، وسماه: "المجتبى".
وقد ضمّ هذا الجزء (٢) المشتمل على كتاب الطهارة كلا التصنيفين - الكبرى، والصغرى المنتخبة منها.
وهذا الضم بيَّنهما في مجلد واحد، يتيح لنا فرصة نادرة لمعرفة ما حوى كل واحد منهما من الأحاديث والروايات. ويمكِّننا من المقابلة بين أحاديثهما، والنظر في ترتيبهما، ثم الحكم في الفرق بينهما.
(١) الذهبي: هو محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز الذهبي، شمس الدين، أبو عبد الله (٦٧٣ - ٧٤٨ هـ): حافظ، مؤرخ، علامة محقق. تركماني الأصل، من أهل ميافارقين. مولده ووفاته في دمشق. طاف كثيرًا من البلدان، كف بصره سنة ٧٤١ تصانيفه كبيرة كثيرة تقارب المئة.
(٢) من طبعته للسنن الكبرى التي لم يطبع منها سوى هذا الجزء الذي أشار إليه - وهو صغير -، وبعد سنوات طبع جزءًا آخر.