وقال ابن كثير في "البداية والنهاية" ١١/ ١٢٣: أن الكتابين منسوبان للنسائي، وذكر أنه سمعهما، بينما يصرح الذهبي - لما يقول الشيخ عبد الصمد ص ١٨: إنه لم يطلع قط على الكبرى. وذلك في آخر ترجمته للنسائي في "سير أعلام النبلاء" ١٤/ ١٣٣.
• لأنَّ الكتاب خلا من أية إشارة إلى أنه من تأليف ابن السُّنِّي، لم يذكر ذلك لا في أوله، ولا في ثناياه ولا في نهايته.
• ولأنَّ الأصول الخطية لكتاب "المجتبى" وبعضها قديم تُجمع على نسبة الكتاب للنسائي). انتهى كلام الأستاذ الصباغ.
وأقول: أن مراجعة الإمام النسائي لكتابه "السنن الكبرى" واختياره منه "المجتبى" جعلت أحاديثه الضعيفة قليلة جدًّا. الأمر الذي جعل "المجتبى" هو الكتاب الثالث بعد "صحيح البخاري" و"صحيح الإمام مسلم" عند كثير من العلماء. وجعله أحدهم في صحة البخاري، ودقة مسلم.
والنظر في رجال سند "المجتبى" تبين أنه أسقط بعض الذين روى عنهم في "الكبرى" وهذا رفع درجات متون الكثبر من الأحاديث.
والوقوف في السند عند راوي الكتاب عن الشيخ كثير في كتبنا، وهذا لا يخفى على مثل الإمام الذهبي - رحمه الله - ولكنه يُوجد احتمالًا يؤخذ بعين الاعتبار مع الأدلة الأخرى التي لخصها الشيخ الصباغ.
وليس بعيدًا عنا ما ذهب إليه الدكتور زكي مبارك، من اعتبار كتاب (الأم) للشيخ البويطي (١) وليس للإمام الشافعي. وما ذهب إليه زكي مبارك عدم معرفة منه لطرق التلقي للعلم عند الأقدمين.
= علم المفسرين، أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير بن ضوء الدمشقي الشافعي ولد سنة ٧٠١ بمجيدل القرية من عمل بصرى بالشام. وتوفي سنة ٧٧٤ بدمشق.
(١) هو يوسف بن يحيى القرشي، أبو يعقوب البويطي: صاحب الإمام الشافعي قام مقامه في الدرس والإفتاء بعد وفاته. وهو من أهل مصر. مات ببغداد سنة ٢٣١ هـ.