سفيان، عن سلمة، عن أبي مالك، وعن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبزى، عن عبد الرحمن بن أبزَى، قال:
كنا عند عمر فأتاه رجل فقال: يا أمير المؤمنين، ربما نمكث الشهر والشهرين، ولا نجد الماء.
فقال عمر: أما أنا فإذا لم أجد الماء، لم أكن لأصليَ، حتى أجدَ الماء.
فقال عمار بن ياسر:
أتذكر يا أمير المؤمنين، حيث كنتَ بمكان كذا وكذا، ونحن نرعى الإبل، فتعلم أنّا أجنبنا، قال: نعم، أما أنا فتمرغت في التراب، فأتينا النبي - صلى الله عليه وسلم - فضحك، فقال:
"إنْ كَانَ الصَّعِيدُ لَكَافِيكَ" وضرب بكفيه إلى الأرض، ثم نفخ فيهما، ثم مسح وجهه وبعض ذراعيه.
فقال: اتَّقِ الله يا عَمَّارُ.
فقال: يا أمير المؤمنين، إن شئت لم أذكره.
قال: لا! ولكن نوليك من ذلك ما توليت.
(صحيح - دون الذراعين، والصواب: "كفيه" كما في الرواية التالية - صحيح أبي داود (٣٤٤ - ٣٤٥) (١)).
(١) هو في "صحيح سنن النسائي - باختصار السند" الصفحة ٦٤ برقم (٣٠١) إلى (٣٠٨) بروايات متعددة بعضها في البخاري، ومسلم، و"صحيح أبي داود - باختصار السند" برقم ٣١٣، و"صحيح سنن ابن ماجه - باختصار السند" برقم ٤٦١ وفي "ضعيف سنن ابن ماجه" برقم ١٢٥، وفي "ضعيف سنن أبي داود" برقم ٦٨/ ٣٢٢.
وقول عمر لعمار - رضي الله عنهما - ليس تكذيبًا له. بل من احتياط عمر في دقة رواية الحديث. ولو أن عمارًا أخبره من غير استشهاد به، لقبل عمر روايته، كما كان شأن الصحابة - رضي الله عنهم - بعضهم مع بعض.