هذه بعض المسائل التي تكلّم عنها أو أشار إليها المصنِّف في كتابه، وفي غالبها رجّح المصنِّف قول الظاهرية، مع نصِّه على الدليل المؤيّد لا ذهب إليه، ولم يقلّد في ذلك الذهب المشهور في الأندلس، وهو مذهب مالك، وهذا ما يفسّر قول القاضي عياض المتقدّم، والله تعالى أعلم.
المبحث السادس عشر: وفاته.
بعد حياة حافلة بالأخذ والتلقي والسماع، ثم التحديث والإلقاء والإفتاء، اخترمت المنيةُ أبا العباس الدافي ببلده دانية رحمه الله تعالى.
وقد اختلف العلماء في تحديد سنة وفاته على قولين.
القول الأول: أنه توفي في نحو العشرين وخمسمائة.
وبه قال القاضى عياض، وتبعه ابن بشكوال (١).
القول الثاني: أنه توفي لسبع خلون من جمادى الأولى سنة اثنتين وثلاثين وخمسمائة.
وهو قول ابن أخيه أحمد بن سليمان، وابن الأبّار، والضبي، وابن خبيش، والمراكشي، بل هو قول غير واحد من أهل دانية، وهو الصواب (٢).
وجاء في حاشية (١) من كتاب الصلة (١/ ٧٩) تعليقا على قول ابن بشكوال في وفاته ما نصّه: "هذا غلط كبير، نقلت من خط أبيه قي
(١) انظر: الغنية (ص: ١١٨)، والصلة (١/ ٧٩).
(٢) انظر: التكملة (١/ ٤٤)، وبغية الملتمس (ص: ١٨٠)، والذيل والتكملة (١/ ١ / ١٣١)، وتاريخ الإسلام (وفيات ٥٣١ - ٥٤٠/ ص: ٢٦٤).