وقد وثّقه جمعٌ من الأئمة كابن معين، والدارقطني، وابن يونس (١).
وقال ابن معين: "رأيت بمصر ثلاث عجائب، النيل، والأهرام، وسعيد بن عفير".
قال الذهبي: "حسبك أنَّ يحيى إمام المحدّثين انبهر لابن عفير" (٢).
• سماعه الموطأ:
قال الخليلي: "سمع مالكا قليلًا" (٣).
قلت: ما أدري ما وجه قول الخليلي، وقد سمع من مالك الموطأ، وغيره.
قال ابن ناصر الدين: "صحب مالكًا، وسمع منه الموطأ، وغير شيء، وغلب عليه الحديث والأخبار، فإن علّامة بأخبار الناس وله تاريخ" (٤).
• مكانته في الرواية عن مالك:
إنَّ ابن عفير ثقة كما تقدّم، وليس في حديثه عن مالك مناكير، وذكر له ابن عدي في الكامل حديثين من رواية ابنه عبيد الله عنه، أحدهما انفرد به، ولم يروه غيره عن مالك، والآخر رواه أصحاب الموطأ مرسلا، ووصله سعيد، ثم قال ابن عدي: "ولعل البلاء من عبيد الله، لأني رأيت سعيد
(١) انظر: سؤالات ابن الجنيد (رقم: ٣٦٧)، العلل (١/ ١٨٢)، تهذيب الكمال (١١/ ٣٨)، تهذيب التهذيب (٤/ ٦٦).
(٢) السير (١٠/ ٥٨٤).
(٣) الإرشاد (١/ ٤١٨).
(٤) إتحاف السالك (ص: ١٦٧).