ندعوك للشهادة، فانطلق مع جاريتها فطفقت كلما دخل بابًا أغلقته دونه، حتى أفضى إلى امرأة وضيئة عندها غلام، وباطية خمر، فقالت:
إني والله ما دعوتك للشهادة، ولكن دعوتك لتقع عليَّ، أو تشرب من هذه الخمرة كأسًا، أو تقتل هذا الغلام، قال: فاسقيني من هذا الخمر كأسًا، فسقته كأسًا، قال: زيدوني! فلم يَرِمْ حتى وقع عليها، وقتل النفس. فاجتنبوا الخمر، فإنها (١) والله لا يجتمع الإيمان وإدمان الخمر، إلا ليوشك أن يخرج أحدهما صاحبه.
(صحيح موقوف) - التعليق على "المختارة" ٣٢٠.
٥٢٣٧ - عن عثمان قال: اجتنبوا الخمر، فإنها أم الخبائث، فإنه كان رجل ممن خلا قبلكم يتعبد ويعتزل الناس … فذكر مثله.
قال: فاجتنبوا الخمر فإنه والله لا يجتمع والإيمان أبدًا، إلا يوشك أحدهما أن يخرج صاحبه.
(صحيح) - انظر ما قبله.
٥٢٣٨ - عن ابن عمر قال: من شرب الخمر فلم ينتش، لم تقبل له صلاة، ما دام في جوفه أو عروقه منها شيء، وإن مات مات كافرًا، وإن انتشى، لم تقبل له صلاة أربعين ليلة، وإن مات فيها مات كافرًا.
(صحيح) - التعليق الرغيب ٣/ ١٨٨.
(٤٥) باب توبة شارب الخمر
٥٢٣٩ - عن عبد الله بن الدَّيلمي (٢) قال: دخلت على عبد الله بن عمرو بن العاص وهو في حائط له بالطائف يقال له: الوَهْطُ (٣)، وهو مخاصر فتى من قريش، يُزَنُّ (٤) ذلك الفتى بشرب الخمر، فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"مَنْ شَرِبَ الخَمْرَ شَرْبَةً لَمْ تُقْبَلْ لَهُ تَوْبَةٌ أَرْبَعِينَ صَبَاحًا، فَإنْ تَابَ تَابَ الله عَلَيْهِ، فَإنْ عَادَ لَمْ تُقْبَلْ تَوْبَتُهُ أرْبَعِينَ صَبَاحًا، فَإنْ تَابَ تَابَ الله عَلَيْهِ، فَإنْ عَادَ كَانَ
(١) على هامش الهندية ٨٢٩ (نسخة: فإنه).
(٢) اسم أبيه (فيروز).
(٣) هو المطمئن من الأرض، وتقدم في بيع الماء.
(٤) أي يتهم بشرب الخمر. وكأن عبد الله كان يتلطف في نصحه ليقلع عنها.