لذلك، ويسّر لنا تلك الخدمة، وهذا من فضل الله علينا وعلى الناس، فقد تعاقد المكتب مع المحدث الكبير الشيخ محمد ناصر الدين الألباني على العمل في هذه الكتب، وأنجزت تأليفًا ولله الحمد والمنة، ونسأل الله أن يجعلها خالصة لوجهه، وأن ينفع بها عباده الصالحين.
ونحب أن نؤكد من جديد، أن المسؤولية العلمية في التصحيح والتضعيف، يتحملها المحدث الكبير الذي سلخ من عمره خمسين سنة منكبًا فيها على كتب السنة، دراسة وبحثًا وتأليفًا، حتى أصبح من أكبر المحدثين في عصرنا، ولكن جهده الطيب يبقى جهدًا بشريًا قابلًا للخطأ والصواب، وهو إن شاء الله مأجور على كل حال، وكتاب سنن النسائي من الكتب الستة وهي: الصحيحان للبخاري ومسلم و"سنن أبي داود" و "جامع الترمذي" و"سنن النسائي" و"سنن ابن ماجه".
وكتاب سنن النسائي المتداول بين طلبة العلم هو المجتبى من السنن الكبرى، والمجتبى هو المعدود من الكتب الستة.
وأحسب، أنه لم تحظ طبعة لهذا الكتاب بما حظيت به طبعتنا هذه، من تحقيق وتخريج، ورجوع إلى عدد من الأصول المطبوعة والمخطوطة.
وكان للأستاذ زهير الشاويش جهد مشكور في خدمة هذه الطبعة، فقد قابلها على النسخ، وصحح تجارب الطبع، ثم صنع الفهارس العديدة المفيدة، ورقم الأحاديث وعلق بعض التعليقات النافعة، جزاه الله وأستاذنا الألباني خير الجزاء.
هذا و "المجتبى" أقل الكتب الأربعة حديثًا ضعيفًا كما قال العلماء، ولذلك ذكروه بعد الصحيحين في الرتبة لأن النسائي رحمه الله أشد انتقادًا للرجال.
أما "السنن الكبرى" فلم يطبع كاملًا حتى الآن، وقد بدئ بطبعه في الهند بعناية الشيخ عبد الصمد شرف الدين، ويبدو أن عددًا من طلبة العلم في بعض الجامعات الإسلامية يخدمون أجزاء منه ابتغاء نيل شهادة عالية كالماجستير والدكتوراه، وفق الله ذوي القدرة من المخلصين إلى خدمة السنة الخدمة التي تنتظرها الأمة.
أما النسائي، فهو الإِمام أبو عبد الرحمن، أحمد بن شعيب، النسائي، الخراساني، ولد سنة ٢١٥ هـ وطوف البلدان ولقي شيوخ العلم، وتلقى منهم العلم، وحمل عنهم