"استَأذَنْتُ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ في أَنْ أسْتَغْفِرَ لَهَا، فَلَمْ يُؤذَنْ لي، وَاسْتَأذَنْتُ في أَنْ أَزُورَ قَبْرَها فَأذِنَ لي؛ فَزُورُوا القُبُورَ، فَإِنَّهَا تُذَكِّرُكُمُ المَوْتَ".
(صحيح) - ابن ماجه ١٥٧٢: م إرواء الغليل ٧٧٢.
(١٠٢) النهي عن الاستغفار للمشركين
١٩٢٤ - عن المُسيّب بن حَزن (١) قال: لما حضرت أبا طالب الوفاة، دخل عليه النبي - صلى الله عليه وسلم -، وعنده أبو جهل، وعبد الله بن أبي أمية، فقال:
"أَيْ عَمِّ قُلْ: لا إلهَ إلَّا الله، كَلِمَةً أُحَاجُّ لَكَ بِهَا عِنْدَ الله عَزَّ وَجَلَّ ".
فقال له أبو جهل، وعبد الله بن أبي أمية: يا أبا طالب أترغب عن ملة عبد المطلب؟ فلم يزالا يكلمانه حتى كان آخر شيء كلمهم به: على ملة عبد الطلب.
فقال له النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: "لأسْتَغْفِرَنَّ لَكَ مَا لَمْ أُنْهَ عَنْكَ" فنزلت {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ} (٢) ونزلت {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ} (٣).
(صحيح) - الأحكام ٩٥: ق.
١٩٢٥ - عن علي قال: سمعت رجلًا يستغفر لأبويه، وهما مشركان، فقلت: أتستغفر لها وهما مشركان؟ فقال: أوَ لَمْ يستغفر إبراهيم لأبيه؟ فأتيت النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، فذكرت ذلك له فنزلت: {وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ} (٤).
(حسن) - المصدر نفسه ٩٦.
(١٠٣) الأمر بالاستغفار للمؤمنين
١٩٢٦ - عن عائشة قالت: ألا أحدثكم عني وعن النبي - صلى الله عليه وسلم -؟ قلنا: بلى! قالت: لما كانت ليلتي التي هو عندي - تعني النبي - صلى الله عليه وسلم - - انقلب فوضع نعليه عند رجليه، وبسط طرف إزاره على فراشه، فلم يلبث إلا ريثما ظن أني قد رقدت، ثم انتعل رويدًا، وأخذ رداءه رويدًا، ثم فتح الباب رويدًا، وخرج رويدًا، وجعلت درعي في رأسي، واختمرت، وتقنعت إزاري، وانطلقت في أثره حتى جاء البقيع، فرفع يديه
(١) هو والد سعيد بن المسيب. والحديث رواه عن أبيه.
(٢) سورة التوبة (٩)، الآية ١١٣.
(٣) سورة القصص (٢٨)، الآية ٥٦.
(٤) قال الشيخ ما ملخصه: أن لا تعارض في أسباب النزول، لأنها قد تتعدد.