"سَيُؤتَى بِرِجَالٍ مِنْ أمَّتِي فَيُؤخَذُ بهِمْ ذَاتَ الشِّمَالِ، فَأقُولُ: رَبِّ أصْحَابِي، فَيُقَالُ: إنَّكَ لا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ، فَأقُولُ كَمَا قَالَ العَبْدُ الصَّالِحُ: {وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي} (١). إلَى قَوْلهِ: {وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ} " (١) الآية فيقال: إن هؤلاء لم يَزالُوا مُدبِرين".
- قال أبو داود: مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم-.
(صحيح) - ق، مضى شطره الأول ١١٤ ١٩٦٩.
(١٢٠) باب في التعزية
١٩٧٤ - عن قُرة بن إياس قال: كان نبي الله - صلى الله عليه وسلم -، إذا جلس، يجلس إليه نفر من أصحابه، وفيهم رجل له ابن صغير، يأتيه من خَلف ظهره، فَيُقعدُه بين يَديه، فَهَلك، فامتنع الرجل أن يحضر الحلقة، لذكر ابنه، فحزن عليه، ففقده النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال:
"مَا ليَ لا أَرَى فُلانًا" قالوا: يا رسول الله، بُنَيُّهُ الذي رأيته هلك، فلقيه النبي - صلى الله عليه وسلم -، فسأله عن بنيه، فأخبره أنه هلك، فعزاه عليه ثم قال:
"يَا فلانُ! أيُّمَا كَانَ أَحَبُّ إلَيْكَ، أنْ تَمَتَّعَ بهِ عُمْرَكَ، أوْ لا تَأتِي غَدًا إلَى بَابٍ مِنْ أبْواب الجَنَّةِ، إلَّا وَجَدْتهُ قَدْ سَبقَكَ إلَيْهِ يَفْتَحُهُ لَكَ".
قال: يا نبي الله! بل يسبقني إلى باب الجنة، فيفتحها لي، لهو أحب إلي قال:
"فَذَاكَ لَكَ".
(صحيح) - مضى مختصرًا ص ٢٣ ١٧٦٤.
(١٢١) باب نوع آخر
١٩٧٥ - عن أبي هريرة قال: أرسِلَ مَلَكُ المَوت إلى مُوسى عليه السلام، فلما جاءه صَكَّه، فَفقأ عَينَه، فرجع إلى رَبه فقال: أرسلتني إلى عبدٍ لا يريدُ الموتَ، فَردَّ الله عزَّ وجلَّ إليه عينه، وقال: ارجع إليه فقل له: يَضع يَده على مَتن ثَور، فله بكل ما غَطَّت يده بكل شعرة سنة، قال: أي رب ثم مَه؟ قال: الموت، قال: فالآن، فسأل الله عز وجل أن يدنيه من الأرض المقدسة رمية بحجر، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"فَلَوْ كُنْتُ ثَمَّ، لأَرَيْتُكُمْ قَبْرَهُ إِلَى جَانِبِ الطَّرِيقِ، تَحْتَ الكَثِيبِ الأحْمَرِ".
(صحيح) - خ ١٣٣٩ و ٣٤٠٧ م ٧/ ٩٩ - ١٠٠.
(١) سورة المائدة (٥)، الآيتان ١١٧ و ١١٨ وتمامهما: {كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (١١٧) إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}.