وزعم رسولك: أن علينا زكاة أموالنا؟ قال: "صَدَقَ" قال: فبالذي أرسلك: آللّه أمرك بهذا؟ قال: "نَعَمْ". قال:
وزعم رسولك: أن علينا صوم شهر رمضان، في كل سنة، قال: "صَدَقَ".
قال: فبالذي أرسلك: آللّه أمرك بهذا؟ قال: "نَعَمْ" قال:
وزعم رسولك: أن علينا الحج من استطاع إليه سبيلًا قال: "صَدَقَ".
قال: فبالذي أرسلك آللّه أمرك بهذا؟ قال: "نعم" قال:
فوالذي بعثك بالحق لا أزِيدَنَّ عليهنَّ شيئًا، ولا أنقُصُ.
فلما ولى قال النبي صلى الله عليه وسلم:
"لَئِنْ صَدَقَ، لَيَدْخُلَنَّ الجَنَّةَ".
(صحيح) - الترمذي ٦٢٣: ق الإيمان لابن أبي شيبة ٤/ ٥.
١٩٧٨ - عن أنس بن مالك قال: بينا نحن جُلوس في المسجد، جاء رجل على جَمَل فأناخه في المسجد، ثم عقله، فقال لهم: أيكم محمد؟ - ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - متكئ بين ظَهرَانَيهم- قلنا له: هذا الرجل الأبيض المتكئ، فقال له الرجل: يا ابن عبد المطلب (١)، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"قَدْ أَجَبْتُكَ" فقال الرجل: إني سَائلك يا محمد، فَمُشدد عليك في المسأَلة، فلا تَجدنَّ في نَفسِك، قال:
"سَلْ مَا بَدَا لَكَ" فقال الرجل: نشدتك بربك، ورب من قبلك: آللّه أرسلك إلى الناس كلهم؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"اللَّهُمَّ! نَعَمْ" قال: فأنشدك الله: آللّه أمرك أن تصلي الصلوات الخمس في اليوم والليلة؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"اللَّهُمَّ! نَعَمْ" قال: فأنشدك الله: آللّه أمرك أن تصوم هذا الشهر من السنة؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(١) نداء الأعرابي للنبي - صلى الله عليه وسلم - بـ (ابن عبد المطلب) سببه: أن والد النبي توفي صغيرًا. وعُرف بجده، وأقره النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك، بل كان - صلى الله عليه وسلم -: ينتمي إلى جده، في الملمات، ويقول:
أنا النَّبيُّ لا كذبْ … أنا ابن عبدِ المُطلبْ
كما كان - صلى الله عليه وسلم -: ينتمي ويعتزي إلى جداته ويقول: "أنا ابن العواتك" كما في (الصحيحة ٤/ ٩٦) وهذا مما يسمى -قديمًا وحديثًا-: العزوة، والنخوة. ومن قال: (ينتهي) فقد وهم، في فهم المعنى: أو رسم الكلمة -ومن الذي يَسلم من الخطأ؟! -.