(٢٥) باب الإبانةُ والإِفصَاحُ بالكلمة الملفوظ بها، إذا قصد بها لما لا يحتمل معناها، لم توجب شيئًا، ولم تثبت حُكمًا
٣٢١٦ - عن أبي هريرة، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:
"انْظُرُوا كَيْفَ يَصْرِفُ الله عَنِّي، شَتْمَ قُرَيْش، وَلَعْنَهُمْ، إنَّهُمْ يَشتِمُونَ مُذَمَّمًا، وَيَلْعَنُونَ مُذَمَّمًا، وَأَنَا مُحَمَّدٌ".
(صحيح) - تخريج فقه السيرة ٦٢: خ.
(٢٦) باب التوقيت في الخيار
٣٢١٧ - عن عائشة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - قالت: لما أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بتخيير أزواجه، بدأ بي، فقال:
"إنِّي ذَاكِرٌ لَكِ أَمْرًا، فَلا عَلَيْكِ أَنْ لا تُعَجِّلي، حَتَّى تَسْتَأمِري أَبَوَيْك".
قالت: قد علم أن أبوي لم يكونا ليأمراني بفراقه. قالت: ثم تلا هذه الآية:
{يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا} (١) إلى قوله {جَمِيلًا}.
فقلت: أفي هذا أستأمر أبوي؟! فإني أريد الله - عز وجل - ورسوله والدار الآخرة.
قالت عائشة: ثم فعل أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - مثل ما فعلت، ولم يكن ذلك حين قال لهن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: وَاخْتَرْنَهُ طَلاقًا، مِنْ أجْلِ أَنَّهُنَّ اخْتَرْنَهُ.
(صحيح): ق.
٣٢١٨ - عن عائشة قالت: لما نزلت {وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ} دخل علي النبي - صلى الله عليه وسلم -، بدأ بي فقال:
"يَا عَائشَةُ، إنِّي ذَاكِرٌ لَكِ أَمْرًا، فَلا عَلَيْكِ أَنْ لا تُعَجِّلي، حَتَّى تَسْتَأمِري أَبَوَيْكِ" قالت: قد علم والله، أن أبوي لم يكونا ليأمراني بفراقه، فقرأ عليَّ:
{يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا}.
فقلت: أفي هذا أستأمر أبوي؟! فإِني أريد الله ورسوله.
(صحيح): ق.
(١) سورة الأحزاب (٣٣) الآية ٢٨ وتمامها: {وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا}.