٣٧٨٩ - عن أنس، أن عليًا، أتي بناس من الزُّط، يعبدون وثنًا، فأحرقهم (١).
قال ابن عباس: إنما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"مَنْ بَدَّلَ دِينَهُ فَاقْتُلُوهُ".
(صحيح) - الإرواء ٨/ ١٢٤ - ١٢٥.
٣٧٩٠ - عن أبي موسى الأشعري: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - بعثه إلى اليمن، ثم أرسل معاذ بن جبل بعد ذلك، فلما قدم قال: أيها الناس! إني رسول رسول الله إليكم. فألقى له أبو موسى وسادة ليجلس عليها، فأُتي برجل كان يهوديًا فأسلم، ثم كفر، فقال معاذ: لا أجلس حتى يُقتلَ قضاءُ اللهِ ورسولِه، ثلاث مرات، فلما قُتل، قَعَد.
(صحيح) - الإرواء أيضًا: ق.
٣٧٩١ - عن سعد قال: لما كان يوم فتح مكة، أَمَّن رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس، إلا أربعة نَفَر، وامرأتين، وقال:
"اقْتُلُوهُمْ! وَإنْ وَجَدْتُمُوهُمْ مُتَعَلِّقينَ بأَسْتَارِ الكَعْبَةِ، عِكْرِمَةُ بْنُ أَبِي جَهْلٍ، وَعَبْدُ الله بْنُ خَطَلٍ، وَمَقِيسُ بْنُ صُبَابَةَ، وَعَبْدُ الله بْنُ سَعْدِ بْنِ أبِي السَّرْحِ".
فأما عبد الله بن خطل، فأُدرك وهو متعلق بأستار الكعبة، فاستبق إليه سعيد بن حُريث، وعمار بن ياسر، فسبق سعيد عمارًا، وكان أشَبَّ الرجلين، فقتله.
وأما مَقِيس بن صُبابة، فأدركه الناس في السوق، فقتلوه.
وأما عكرمة، فركب البحر، فأصابتهم عاصف. فقال أصحاب السفينة: أخلصوا فإِن آلهتكم لا تغني عنكم شيئًا ههنا، فقال عكرمة: والله! لئن لم يُنجني من البحر إلا الإِخلاص، لا يُنجيني في البَرِّ غيره: اللهم إن لك علي عهدًا، إن أنت عافيتني، مما أنا فيه، أن آتي محمدًا - صلى الله عليه وسلم -، حتى أضع يدي في يده، فلأجِدَنَّه عفوًا كريمًا، فجاء فأسلم.
وأما عبد الله بن سعد بن أبي السرح، فإنه اختبأ عند عثمان بن عفان، فلما دعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الناس إلى البيعة، جاء به حتى أوقفه على النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: يا رسول الله! بايع عبد الله. قال: فرفع رأسه فنظر إليه ثلاثًا، كل ذلك يأبى، فبايعه بعد ثلاث. ثم أقبل على أصحابه فقال:
"أَمَا كَانَ فِيكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ، يَقُومُ إلَى هذَا حَيْثُ رَآنِي كَفَفْتُ يَدِي عَنْ بَيْعَتِهِ،
(١) قال العلامة السندي: هذا من علي -رضي الله عنه-: عن اجتهاد، لا عن توقيف. ولهذا لما بلغه قول ابن عباس -رضي الله عنه- استحسنه ورجع إليه. كما تدل عليه الروايات.