وَلَا بعد فِي أَن يكون عِنْد الزُّهْرِيّ فِي هَذَا كل مَا روى عَنهُ.
وَإِنَّمَا اتجهت تخطئتهم رِوَايَة معمر هَذِه، من حَيْثُ الاستبعاد / أَن يكون الزُّهْرِيّ يرويهِ بِهَذَا الْإِسْنَاد الصَّحِيح، عَن سَالم، عَن أَبِيه، عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، ثمَّ يحدث بِهِ على تِلْكَ الْوُجُوه الْوَاهِيَة.
تَارَة يُرْسِلهُ من قبله.
وَتارَة عَن عُثْمَان بن مُحَمَّد بن أبي سُوَيْد، وَهُوَ لَا يعرف الْبَتَّةَ.
وَتارَة يَقُول /: بلغنَا عَن عُثْمَان هَذَا.
وَتارَة عَن مُحَمَّد بن سُوَيْد الثَّقَفِيّ.
وَهَذَا عِنْدِي غير مستبعد، أَن يحدث بِهِ على هَذِه الْوُجُوه كلهَا، فيعلق كل وَاحِد من الروَاة عَنهُ مِنْهَا بِمَا تيَسّر لَهُ حفظه، فَرُبمَا اجْتمع كل ذَلِك عِنْد أحدهم، أَو أَكْثَره، أَو أَقَله.
(١٢٧١) وَأما مَا قَالَ البُخَارِيّ من أَن الزُّهْرِيّ، إِنَّمَا روى عَن سَالم، عَن أَبِيه، أَن عمر قَالَ لرجل من ثَقِيف طلق نِسَاءَهُ: " لتراجعن نِسَاءَك، أَو لأرجمنك كَمَا رجم قبر أبي رِغَال ".
فَإِنَّهُ قد رُوِيَ من غير رِوَايَة الزُّهْرِيّ، أَن عمر قَالَ ذَلِك لَهُ فِي حَدِيث وَاحِد، ذكر فِيهِ تَخْيِير النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - إِيَّاه حِين أسلم.