قَالَ بعده: فِي إِسْنَاده ابْن إِسْحَاق، وَقد تقدم ذكره فِي قِرَاءَة أم الْقُرْآن من كتاب الصَّلَاة.
فَكَانَ هَذَا مِنْهُ كَأَنَّهُ لم يمر فِي إِسْنَاد حَدِيث قبل حَدِيث أم الْقُرْآن، وَهُوَ لم ينْتَه إِلَى ذكر حَدِيث أم الْقُرْآن إِلَّا بعد أَن مر لَهُ فِي الْكتاب إِمَّا خَمْسَة وَعِشْرُونَ حَدِيثا، أَو سِتَّة وَعِشْرُونَ حَدِيثا، كلهَا من رِوَايَة ابْن إِسْحَاق، وَكلهَا سكت عَنْهَا، وَلم يبين أَنَّهَا من رِوَايَته.
وَالْأَحَادِيث الْوَاقِعَة فِي كِتَابه من رِوَايَة ابْن إِسْحَاق على ثَلَاثَة أَقسَام:
أَحدهَا: مَا بَين عَقِبَيْهِ أَنه من رِوَايَة ابْن إِسْحَاق وَذكر حَال ابْن إِسْحَاق وأقوال النَّاس فِيهِ، وَهَذَا هُوَ حَدِيث أم الْقُرْآن الْمَذْكُور، وَحَدِيث الرجل الَّذِي جَاءَ بِمثل بَيْضَة من ذهب، فَإِنَّهُ لما أحَال بعده على الْموضع الَّذِي تكلم فِيهِ على ابْن إِسْحَاق، صَار كَأَنَّهُ كرر الْكَلَام عَلَيْهِ عَقِيبه.
وَالثَّانِي: أَحَادِيث بَين عقيبها أَنَّهَا من رِوَايَة ابْن إِسْحَاق، وأبرزه من أسانيدها، وَهَذَا الْقسم أَيْضا كَالْأولِ فِي أَنه لَا لوم عَلَيْهِ فِيهِ، فَإِنَّهُ قد تَبرأ من عهدتها بتبيينه مَوضِع النّظر من أسانيدها، وَهُوَ قد قدم القَوْل فِيهِ أَو أَخّرهُ.
فَمن هَذَا الْقسم حَدِيث:
(١٧١٤) " لَا جلب وَلَا جنب، وَلَا تُؤْخَذ صَدَقَاتهمْ إِلَّا فِي دُورهمْ ".
أبرزه من إِسْنَاده ابْن إِسْحَاق عَن عَمْرو بن شُعَيْب عَن أَبِيه عَن جده.