عبد الرَّحْمَن بن عَوْف قَالَ: " عبأنا رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ببدر لَيْلًا ".
قَالَ التِّرْمِذِيّ: سَأَلت مُحَمَّدًا عَنهُ فَلم يعرفهُ - يَعْنِي هَذَا الحَدِيث - وَقَالَ: مُحَمَّد بن إِسْحَاق سمع من عِكْرِمَة، وَحين رَأَيْته كَانَ حسن الرَّأْي فِي مُحَمَّد ابْن حميد، ثمَّ ضعفه بعد.
فَهَذَا - كَمَا ترى - أَيْضا إِسْنَاد ضَعِيف، أول مَا فِيهِ أَن مَا بَين ابْن إِسْحَاق وَعِكْرِمَة مُنْقَطع، وَإِنَّمَا يتَّصل بثور بن زيد، حسب مَا فِي الَّذِي فَرغْنَا من ذكره من عِنْد الْبَزَّار، وَإِن كَانَ ابْن إِسْحَاق قد سمع من عِكْرِمَة على مَا قَالَ البُخَارِيّ.
وَأَيْضًا ضعف سَلمَة بن الْفضل فقد تَركه نَاس، وَإِن كَانَ مِنْهُم من يوثقه.
وَمُحَمّد بن حميد كَذَلِك وَثَّقَهُ قوم، وَلكنه اعتراه بعد مَا ضعف بِهِ، وَرُبمَا اتهمَ، وَكَانَ أَبُو زرْعَة وَمُحَمّد بن مُسلم بن وارة، كتبا عَنهُ، ثمَّ تركا الرِّوَايَة عَنهُ، وأخباره عِنْد الْمُحدثين مَعْرُوفَة.
وَابْن إِسْحَاق، وَعِكْرِمَة من قد علم مَا فيهمَا، وَمَا حكمهمَا.
وَمَا مثل هَذَا الحَدِيث سكت عَنهُ، فَاعْلَم ذَلِك.
(١٩٨٧) وَذكر من طَرِيق أبي دَاوُد، عَن قيس بن عباد قَالَ: " كَانَ