وَقَالَ هبة الله اللالكائي: من سمع مِنْهُ وَهُوَ بَصِير، فَحَدِيثه عَنهُ حسن.
وأظن أَن أَبَا مُحَمَّد إِنَّمَا تسَامح فِيهِ لما علم أَن مُسلما أخرج لَهُ، وَلم يصب فِي ذَلِك، فَإِنَّهُ مِمَّن قد عيب عَلَيْهِ الْإِخْرَاج عَنهُ، أَو يكون رَآهُ فِي النُّسْخَة الَّتِي نقل مِنْهَا " سعيد بن سعيد " مغيراً، كَمَا قد أَخْبَرتك أَنه وَقع عِنْدِي، فعزب عَن خاطره سُوَيْد، فَلم يعرض لَهُ، وَيكون الْأَمر عَلَيْهِ حِينَئِذٍ أَشد، فَإِن سعيد بن سعيد فِي هَذَا الْمَكَان لَا يعرف.
وَفِي الحَدِيث أَمر آخر، وَهُوَ أَن أَبَا بكر: مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان الباغندي، قد أَكثر النَّاس فِيهِ، هُوَ عِنْدهم مِمَّن أَكثر من التَّدْلِيس.
قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ: كَانَ كثير التَّدْلِيس، يحدث بِمَا لم يسمع، وَرُبمَا سرق.
وَقَالَ أَبُو بكر البرقاني: سَأَلت أَبَا بكر الْإِسْمَاعِيلِيّ عَنهُ، فَقَالَ: لَا أَتَّهِمهُ فِي قصد الْكَذِب، وَلكنه خَبِيث التَّدْلِيس، ومصحف أَيْضا. أَو قَالَ: كثير التَّصْحِيف، ثمَّ قَالَ: حُكيَ لي عَن سُوَيْد أَنه كَانَ يُدَلس، قَالَ الْإِسْمَاعِيلِيّ كَأَنَّهُ تعلم من سُوَيْد التَّدْلِيس. وَقَالَ أَبُو الْفَتْح: مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي الفوارس: كَانَ الباغندي مدلساً.