وَلِلْحَدِيثِ إِسْنَاد صَحِيح إِلَى عَمْرو بن شُعَيْب، قد احْتج بِهِ أَبُو مُحَمَّد.
قَالَ أَبُو دَاوُد: حَدثنَا أَبُو كَامِل، وَحميد بن مسْعدَة الْمَعْنى، أَن خَالِد بن الْحَارِث، حَدثهمْ قَالَ: حَدثنَا حُسَيْن الْمعلم، عَن عَمْرو بن شُعَيْب، عَن أَبِيه، عَن جده أَن امْرَأَة أَتَت رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، وَمَعَهَا ابْنة لَهَا، وَفِي يَد ابْنَتهَا مسكتان غليظتان من ذهب، فَقَالَ لَهَا: " أتعطين زَكَاة هَذَا " قَالَت: لَا، قَالَ: " أَيَسُرُّك أَن يسورك الله بهما يَوْم الْقِيَامَة سِوَارَيْنِ من نَار "، قَالَ: فخلعتهما، فألقتهما إِلَى النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، وَقَالَت: هما لله وَلِرَسُولِهِ.
وَهَذَا إِسْنَاد صَحِيح إِلَى عَمْرو، وَعَمْرو عَن أَبِيه، عَن جده من قد علم.
وَالتِّرْمِذِيّ إِنَّمَا ضعفه؛ لِأَنَّهُ لم يصل عِنْده إِلَى عَمْرو بن شُعَيْب إِلَّا بضعيفين كَمَا ذَكرْنَاهُ.
وَالدَّارَقُطْنِيّ أَيْضا الَّذِي استوعب أَحَادِيث هَذَا الْبَاب، إِنَّمَا سَاقه من رِوَايَة حجاج بن أَرْطَاة، عَن عَمْرو بن شُعَيْب، وَذكره أَيْضا من رِوَايَة سُفْيَان بن حُسَيْن بعد الْموضع الَّذِي جمع فِيهِ أَحَادِيث الْبَاب مُفردا.
وَأَبُو مُحَمَّد إِنَّمَا نظر الحَدِيث عِنْد الدَّارَقُطْنِيّ، وأغفل كتاب أبي دَاوُد.