وَمَيْمُون بن جَابَان، لَيْسَ مِمَّن يحْتَج بِهِ.
لم يزدْ على هَذَا، وَأَبُو دَاوُد قد جعله وهما، وَلكنه اعْتمد آخر، وَلَيْسَ بمعتمد، وَذَلِكَ أَنه أورد هَذَا الحَدِيث هَكَذَا: حَدثنَا مُحَمَّد بن عِيسَى، حَدثنَا حَمَّاد، عَن مَيْمُون بن جَابَان، عَن أبي رَافع، عَن أبي هُرَيْرَة، عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " الْجَرَاد من صيد الْبَحْر ".
ثمَّ قَالَ: حَدثنَا مُوسَى بن إِسْمَاعِيل، حَدثنَا حَمَّاد، عَن مَيْمُون بن جَابَان، عَن أبي رَافع، عَن كَعْب قَالَ: " الْجَرَاد من الْبَحْر ".
فمعتمده إِذن إِنَّمَا هُوَ مُخَالفَة مُوسَى بن إِسْمَاعِيل التَّبُوذَكِي لمُحَمد بن عِيسَى بن الطباع. وَكِلَاهُمَا ثِقَة حَافظ.
فالتبوذكي رَوَاهُ عَن حَمَّاد، فَجعله من كَلَام كَعْب، وَابْن الطباع رَوَاهُ عَنهُ فَجعله من كَلَام النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -.
وَلَا بعد فِي أَن يكون عِنْد حَمَّاد فِيهِ الْأَمْرَانِ، فيرويهما عَنهُ الرّجلَانِ.
فَأَما مَا اعْتَمدهُ أَبُو مُحَمَّد فِي تَضْعِيفه: من كَون مَيْمُون بن جَابَان لَا يحْتَج بِهِ، فَهُوَ شَيْء سَببه أَنه رَآهُ فِي الْمَوَاضِع الَّتِي يفزع إِلَيْهَا فِيهِ وَفِي أَمْثَاله، مَذْكُورا بِرِوَايَة حَمَّاد بن سَلمَة عَنهُ فَقَط، مهملا من الْجرْح وَالتَّعْدِيل، فاعتقده مَجْهُولا، كَفِعْلِهِ فِيمَن لَا يروي عَنهُ أَكثر من وَاحِد.
وَقد بَينا عَلَيْهِ فِيمَا قبل، أَن من هَؤُلَاءِ من يكون ثِقَة، وَقد قبل هُوَ