قَالَ أَيُّوب: فَلَقِيت كثيرا مولى بني سَمُرَة، فَذكرت ذَلِك لَهُ، فَقَالَ: مَا حدثت بِهَذَا قطّ: فَرَجَعت إِلَى قَتَادَة، فَذكر ذَلِك لَهُ، فَقَالَ: بلَى، وَلكنه نسي.
وَمِمَّا يَنْبَغِي أَن يحذر فِي كِتَابه، سُكُوته عَن مصححات التِّرْمِذِيّ، وَمَا أخرجه البُخَارِيّ أَو مُسلم، فَإِنَّهُ قد يكون الحَدِيث مِنْهَا من رِوَايَة من هُوَ عِنْده ضَعِيف، أَو مَوضِع للنَّظَر إِذا كَانَ مَا يرويهِ من عِنْد غير هَؤُلَاءِ، وَكَأَنَّهُ إِذا كَانَ مَا رَوَاهُ عِنْد هَؤُلَاءِ، دخل الْحمى، فَسلم من اعْتِبَار أَحْوَاله، فَإِذا كَانَ مَا يرويهِ من عِنْد غير هَؤُلَاءِ وضع فِيهِ النّظر.
هَذَا النَّوْع كثير، ننبه على مثل مِنْهُ، وابحث عَنهُ بِنَفْسِك فِيمَا مر فِي هَذَا الْكتاب، وَفِيمَا لم نعرض لَهُ من أَحَادِيث كِتَابه، إِمَّا إغفالاً وَإِمَّا لغَرَض آخر.
فَمِنْهَا أَحَادِيث أبي الزبير عَن جَابر، من غير رِوَايَة اللَّيْث، وَمِمَّا لم يذكر فِيهِ سَمَاعه.
أورد مِنْهَا من عِنْد مُسلم جملَة كَبِيرَة، لم يبين أَنَّهَا من رِوَايَته، وَهُوَ إِذا روى عِنْد غير مُسلم، نبه عَلَيْهِ وَبَين أَنَّهَا من رِوَايَته.
وَقد قدمنَا ذكر ذَلِك بِمَا يُغني عَن رده.
وَكَذَلِكَ سماك بن حَرْب، لم يعرض لَهُ فِي شَيْء مِمَّا أخرج من حَدِيثه من عِنْد مُسلم.
وَقد تقدم أَيْضا بَيَان ذَلِك.
وَكَذَلِكَ أَحَادِيث أبي سُفْيَان عَن جَابر، وَإِنَّمَا هِيَ كَمَا قُلْنَا الْآن صحيفَة. قَالَ ابْن أبي خَيْثَمَة: حَدثنَا أبي، حَدثنَا ابْن عُيَيْنَة، قَالَ: حَدِيث أبي