رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - طَاف بِالْبَيْتِ سبعا، ثمَّ صلى رَكْعَتَيْنِ بحذائه فِي حَاشِيَة الْمقَام، لَيْسَ بَينه وَبَين الطّواف أحد ".
ثمَّ أتبعه أَن قَالَ: كثير بن كثير، لم يسمع هَذَا الحَدِيث من أَبِيه، حَدثهُ عَنهُ بعض أَهله. ذكر ذَلِك أَبُو دَاوُد، وَنَقله عَنهُ فِي كِتَابه الْكَبِير، وَكتبه بِخَطِّهِ، وَذَلِكَ يُحَقّق غلطه فِي ظَنّه أَن الصَّحَابِيّ الرَّاوِي لَهُ هُوَ الْعَبَّاس بن عبد الْمطلب.
وَكَأَنَّهُ وَالله أعلم علم أَن للْعَبَّاس بن عبد الْمطلب ابْنا اسْمه كثير، فَظَنهُ هُوَ وَمَا علم أَن كثير بن الْعَبَّاس بن عبد الْمطلب لَا يعرف لَهُ حَدِيث عَن أَبِيه، إِلَّا حَدِيث يَوْم حنين، ورميه عَلَيْهِ السَّلَام الْحَصَى فِي وُجُوه الْكفَّار وَقَوله فِيهِ: " الْآن حمي الْوَطِيس ".
لَا يعرف لَهُ عَنهُ إِلَّا هَذَا الحَدِيث الْوَاحِد، وَمِمَّنْ قَالَ ذَلِك الْبَزَّار وَغَيره، وَكَذَلِكَ فَلَيْسَ لكثير بن الْعَبَّاس بن عبد الْمطلب هَذَا ابْن اسْمه كثير يروي عَنهُ، وَلَا أعلم أحدا ذكر ذَلِك، وَقد بحثت عَنهُ.
وَإِذ قد فَرغْنَا من تَقْدِير غلطه، فقد يجب أَن أبين من الصَّحَابِيّ الْمَذْكُور؟ فَأَقُول: ذكر النَّسَائِيّ هَذَا الحَدِيث فِي كتاب الصَّلَاة، بِالنَّصِّ الَّذِي ذكره بِهِ أَبُو مُحَمَّد، وَبِالْإِسْنَادِ الْمَذْكُور، عَن إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم، فَلم يتخالج أحدا يعلم شَيْئا من هَذَا الشَّأْن شكّ فِي أَنه كثير بن كثير بن الْمطلب بن أبي ودَاعَة السَّهْمِي، عَن أَبِيه، عَن جده الْمطلب، وَهُوَ ثِقَة مَعْرُوف بالرواية عَن أَبِيه وَعَن غَيره.
وَإِن أردْت استظهاراً لذَلِك فَانْظُر فِي كتاب الْحَج من كتاب النَّسَائِيّ فِي