حثْمَة أَن طائقة صفت " الحَدِيث.
كَذَا قَالَ: إِنَّه سهل بن أبي حثْمَة، وَذَلِكَ مِمَّا يجب التَّوَقُّف عَنهُ، وَهِي زِيَادَة مِنْهُ.
وَبَيَان هَذَا، هُوَ أَن صَالح بن خَوات روى عَنهُ هَذَا الحَدِيث: الْقَاسِم بن مُحَمَّد، وَيزِيد بن رُومَان.
فَأَما الْقَاسِم فَقَالَ فِيهِ: عَن صَالح بن خَوات، عَن سهل بن أبي حثْمَة، أَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - صلى بِأَصْحَابِهِ فِي الْخَوْف، فَذكر الْقِصَّة.
فَمَا فِي هَذَا السِّيَاق أَنه شَاهد الْقِصَّة أَعنِي سهل بن أبي حثْمَة وَيُوجد فِي رِوَايَة الْقَاسِم هَذِه من رِوَايَة شُعْبَة وَغَيره مَا لَفظه هَكَذَا: عَن صَالح بن خَوات، عَن سهل بن أبي حثْمَة أَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - صلى بهم صَلَاة الْخَوْف.
فَمثل هَذَا يُوهم أَنه شَاهد. وَإِذا حقق النّظر وَجب تَأْوِيله حَتَّى يكون مَعْنَاهُ: " صلى بهم " يَعْنِي بِمن عداهُ.
فَأَما رِوَايَة يزِيد بن رُومَان، فَفِيهَا عَن صَالح، عَمَّن صلى مَعَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يَوْم ذَات الرّقاع.
وَلم يسم يزِيد بن رُومَان عَن صَالح هَذَا الْمشَاهد للقصة من هُوَ، فَظَنهُ أَبُو مُحَمَّد: سهل بن أبي حثْمَة الْمَذْكُور فِي رِوَايَة الْقَاسِم، عَن صَالح، وتأكد ذَلِك باتحاد الصّفة إِلَّا فِي السَّلَام.
وَهَذَا مِمَّن ظَنّه خطأ وَلم تدع إِلَيْهِ ضَرُورَة، فَإِنَّهُ لَيْسَ بمحال أَن يكون صَالح ابْن خَوات قد روى الْقِصَّة عَن رجلَيْنِ: أَحدهمَا شَاهد للقصة فَلم يسمه، وَالْآخر لم يُشَاهد، وَهُوَ سهل بن أبي حثْمَة.