خرصتم فَخُذُوا، ودعوا الثُّلُث، فَإِن لم تدعوا الثُّلُث فدعوا الرّبع ".
فَإِنِّي لَا أبعد أَن يكون ذَلِك مِمَّا تَلقاهُ من أَبِيه وَلَعَلَّه سمع ذَلِك آخر حَيَاة النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يَقُوله لِأَبِيهِ فَإِنَّهُ كَانَ خارص النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أَو لغيره.
فَإِن قيل: فَالْحَدِيث الَّذِي ذكر الدَّارَقُطْنِيّ: حَدثنَا الْحُسَيْن بن إِسْمَاعِيل الْمحَامِلِي، قَالَ: حَدثنَا عبد الله بن شبيب، قَالَ: حَدثنِي عبد الْجَبَّار بن سعيد، قَالَ: حَدثنِي مُحَمَّد بن صَدَقَة، قَالَ: حَدثنِي مُحَمَّد بن يحيى بن سهل بن أبي حثْمَة، عَن أَبِيه، عَن جده سهل بن أبي حثْمَة، أَن رَسُول الله
، بَعثه خارصاً، فجَاء رجل إِلَى رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فَقَالَ: يَا رَسُول الله، إِن أَبَا حثْمَة قد زَاد عَليّ فِي الْخرص، فَدَعَاهُ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فَقَالَ: إِن ابْن عمك يزْعم أَنَّك زِدْت عَلَيْهِ فِي الْخرص، فَقلت: يَا رَسُول الله، لقد تركت لَهُ قدر خرفة أَهله وَمَا يطعم الْمَسَاكِين، فَقَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " قد زادك ابْن عمك وأنصف ".
قُلْنَا: هَذَا لَا يَصح، فَإِن مُحَمَّد بن يحيى، وَمُحَمّد بن صَدَقَة الفدكي، وَعبد الْجَبَّار بن سعيد المساحقي، لَا تعرف أَحْوَالهم، وَكلهمْ مدنِي.
وَأما عبد الله بن شبيب، فَهُوَ الربعِي الأخباري، شيخ الْمحَامِلِي، ابْن صاعد، وَابْن أبي الدُّنْيَا وَنَحْوهم، وَهُوَ ذَاهِب الحَدِيث متروكه، وَمِنْهُم من يتهمه بِالْوَضْعِ.
وَأَيْضًا فَإِن فِي لفظ هَذَا الْخَبَر مَا يدل على الْخلَل الْوَاقِع فِيهِ لَو صَحَّ، وَذَلِكَ