وَإِمَّا فِي خلَافَة الْوَلِيد بن عبد الْملك، كَمَا قَالَ الْوَاقِدِيّ وَغَيره، وَكَانَت وَفَاة الْوَلِيد سنة سِتّ وَتِسْعين.
وَإِمَّا فِي خلَافَة عبد الْملك قبل ذَلِك كُله، وَهَذَا قَول أبي حَاتِم الرَّازِيّ.
فلننزل على أبعد هَذِه الْأَقْوَال، وَهُوَ قَول من قَالَ: سنة مائَة، حَتَّى يكون بَين وَفَاته وَوقت حَيَاة أبي رَافع، سِتُّونَ سنة، أَو أَكثر بِقَلِيل، وَهَذَا لَا بعد فِيهِ، وَهُوَ كَاف فِيمَا نُرِيد هَاهُنَا من غير احْتِيَاج إِلَى تَقْدِير سَمَاعه من عمر.
وَمَا حَكَاهُ / البُخَارِيّ مَشْكُوك فِيهِ، وَلم يحكه بِإِسْنَاد، وَالَّذِي يَقُول غَيره: إِنَّمَا هُوَ روى عَن عمر، وَهَذَا لَا يُنكر؛ فَإِنَّهُ قد يُرْسل عَنهُ.
ويشد مَا قُلْنَا من أَن أَبَا سعيد المَقْبُري لَا يبعد سَمَاعه للْحَدِيث الْمَذْكُور من أبي رَافع، أَن أَبَا دَاوُد قَالَ: حَدثنَا الْحسن بن عَليّ، حَدثنَا عبد الرَّزَّاق، عَن ابْن جريج، قَالَ: حَدثنِي عمرَان بن مُوسَى، عَن سعيد بن أبي سعيد المَقْبُري، يحدث عَن أَبِيه، أَنه رأى أَبَا رَافع مولى رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - مر بالْحسنِ بن عَليّ وَهُوَ يُصَلِّي قَائِما. الحَدِيث.
فَفِي هَذَا أَيْضا أَنه رَآهُ وَشَاهد فعله، وَلَو صَحَّ هَذَا كفى، وَلَكِن عمرَان بن مُوسَى لَا أعرف حَاله، وَلَا أعرف روى عَنهُ إِلَّا ابْن جريج.
وَقد ذكر الدَّارَقُطْنِيّ اخْتلَافهمْ فِي هَذَا الحَدِيث، وَقَالَ: إِن رِوَايَة عمرَان ابْن مُوسَى هَذَا، أَصَحهَا إِسْنَادًا، وَجعل رِوَايَة مُؤَمل بن إِسْمَاعِيل - عَن الثَّوْريّ، عَن مخول بن رَاشد، عَن أبي سعيد، عَن أبي رَافع، عَن أم سَلمَة