عَائِشَة، حَدثنَا حَمَّاد بن سَلمَة، حَدثنَا قَتَادَة، عَن أنس، أَن رجلا قَالَ: يَا رَسُول الله، أَلَيْسَ قَالَ الله تَعَالَى: {الطَّلَاق مَرَّتَانِ} فَلم صَار ثَلَاثًا قَالَ: " إمْسَاك بِمَعْرُوف أَو تَسْرِيح بِإِحْسَان ".
حَدثنَا أَحْمد بن مُحَمَّد بن زِيَاد الْقطَّان وَآخَرُونَ، قَالَ: حَدثنَا إِدْرِيس / ابْن عبد الْكَرِيم الْمُقْرِئ، حَدثنَا لَيْث بن حَمَّاد، حَدثنَا عبد الْوَاحِد بن زِيَاد، حَدثنَا إِسْمَاعِيل بن سميع الْحَنَفِيّ، عَن أنس بن مَالك، قَالَ: قَالَ رجل للنَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: إِنِّي أسمع الله تَعَالَى يَقُول: {الطَّلَاق مَرَّتَانِ} فَأَيْنَ الثَّالِثَة؟ قَالَ: " إمْسَاك بِمَعْرُوف أَو تَسْرِيح بِإِحْسَان هِيَ الثَّالِثَة ".
قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ /: كَذَا قَالَ عَن أنس، وَالصَّوَاب عَن إِسْمَاعِيل عَن أبي رزين، مُرْسلا عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -. انْتهى كَلَامه.
وَعِنْدِي أَن هذَيْن الْحَدِيثين صَحِيحَانِ. فَإِن عبيد الله بن عَائِشَة ثِقَة، وَقد برىء مِمَّا قذف بِهِ من الْقدر، وَهُوَ أحد الأجواد الْمَشْهُورين بالجود، وأخباره فِي ذَلِك كَثِيرَة، وَهُوَ سيد من سَادَات الْبَصْرَة، وَكَانَ عَالما بِالْعَرَبِيَّةِ وَأَيَّام النَّاس، وَكَانَ عِنْده عَن حَمَّاد بن سَلمَة تِسْعَة آلَاف حَدِيث.
وَهُوَ عبيد الله بن مُحَمَّد بن جَعْفَر بن حَفْص بن مُوسَى بن عبيد الله بن معمر، أَبُو عبد الرَّحْمَن الْقرشِي، التَّيْمِيّ، يعرف بِابْن عَائِشَة.
وَعبيد الله بن جرير بن جبلة بن أبي رواد، أَبُو الْعَبَّاس، وَقيل: أَبُو الْحسن، الْعَتكِي، بَصرِي، قَالَ فِيهِ الْخَطِيب: وَكَانَ ثِقَة.
وَأما الحَدِيث الثَّانِي فَإِن مَدَاره على إِسْمَاعِيل بن سميع، وَعَلِيهِ اخْتلفُوا: