لشعبة: مالكَ لا تحدِّث عن عبد الملك بن أبي سليمان. قال: تركت حديثه.
قيل له: تحدِّث عن محمَّد بن عبيد الله العَرْزَمِيِّ وتدع عبد الملك، وقد كان حسن الحديث؟! قال: من حسنها فررت (١)! قال الخطيب: قد أساء شعبة في اختياره حيث حدَّث عن محمَّد بن عبيد الله العَرْزَميِّ وترك التحديث عن
عبد الملك بن أبي سليمان، لأنَّ محمَّد بن عبيد الله لم يختلف الأئمة من أهل الأثر في ذهاب حديثه وسقوط روايته، وأمَّا عبد الملك فثناؤهم عليه مستفيضٌ، وحُسنُ ذكرهم له مشهورٌ (٢) O.
واحتجُّوا:
٢٥١٤ - بما رووا عن أبي سعيد عن النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنَّه قال: " الخليط أحقُّ من الشفيع، والشفيع أحقُّ من غيره ".
وهذا الحديث لا يعرف هكذا، إنَّما المعروف:
٢٥١٤/أ - ما رواه سعيد بن منصور، قال: حدَّثنا عبد الله بن المبارك عن هشام بن المغيرة الثقفيِّ قال: قال الشعبيُّ: قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الشفيع أولى من الجار، والجار أولى من الجنب ".
ز: هذا مرسلٌ.
وهشام: وثَّقه ابن معين (٣)، وقال أبو حاتم: لا بأس بحديثه (٤) O.
*****
(١) " الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم: (٥/ ٣٦٧ - رقم: ١٧١٩) وفيه: (من حسن حديثه أفر).
(٢) "تاريخ بغداد": (١٠/ ٣٩٥ - رقم: ٥٥٧٠).
(٣) "الجرح والتعديل": (٩/ ٦٨ - ٦٩ - رقم: ٢٦١) من رواية إسحاق بن منصور.
(٤) "الجرح والتعديل" لابنه: (٩/ ٦٩ - رقم: ٢٦١).