وروى عنه ربيعة أنَّ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قتل مسلمًا بمعاهد، وهو مرسلٌ منكرٌ (١).
٢٨٨١ - وقد روى أبو داود في "المراسيل " عن محمَّد بن داود بن أبي ناجية الإسكندرانِيِّ عن ابن وهبٍ عن سليمان بن بلال عن ربيعة عن عبد الرحمن ابن البَيْلَمَانِيِّ أنَّ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُتي برجلٍ من المسلمين قتل معاهدًا من أهل الذمَّة، فقدَّمه رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فضرب عنقه، وقال: " أنا أولى من وفَّى بذمته ".
قال ابن وهب في تفسيره: أنَّه قتله غيلة (٢).
ورواه الطحاوي عن ابن مرزوق عن أبي عامر عن سليمان بن بلال، ورواه أيضًا عن سليمان بن شعيب عن يحيى بن سلام عن محمَّد بن أبي حميد المدنِيِّ عن ابن المنكدر مرسلاً (٣)، وإسناده ضعيفٌ.
وقول المؤلِّف في عبد الرحمن بن البَيْلَمَانيِّ: (ضعَّفوه) فيه نظرٌ، فإنَّ بعض الأئمة وثَّقه، وضعَّفه غير واحد منهم، وإنَّما اتفق الأئمة على تضعيف ابنه محمَّد.
وقوله: (قال عبد الرحمن بن زياد: قلت لزفر) خطأٌ، والصواب: عبد الواحد بن زياد، وراوي هذه القصَّة عنه عبد الرحمن بن مهدي، والله أعلم O.
وقد ذكروا في التعاليق أنَّ الذي قتله رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالذمِّي: عمرو بن أميَّة الضمريُّ، وعمرو عاش بعد رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سنين!
(١) "سنن البيهقي": (٨/ ٣٠ - ٣١) باختصار.
(٢) " المراسيل ": (ص: ٢٠٧ - ٢٠٨ - رقم: ٢٥٠).
(٣) " شرح معاني الآثار ": (٣/ ١٩٥).