ثمَّ نقول-: المسح مرَّةَ لبيان الإجزاء.
والخصم يقول: لمَّا جعل وظيفة الرأس المسح نبَّه على التَّخفيف.
فنقول: هذه عبادة لا يعقل معناها.
٢١٥ - وقد روى أحمد: ثنا مروان بن معاوية الفزاريَّ ثنا ربيعة بن عُتْبة الكِنَاني عن المنهال بن عمرو عن زِر بن حُبيش قال: مسحَ عليٌّ عليه السَلام (١) رأسه في الوُضوء حتَّى أراد أن يقطر، فقال: هكذا رأيتُ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يتوضَأ (٢).
ورواه أبو داود عن عثمان ابن أبي شيبة عن أبي نُعيم عن ربيعة بمعناه (٣).
٢١٦ - قال أحمد: وثنا عليُ بن بحر ثنا الوليد بن مسلم عن عبد الله بن العلاء عن أبي الأزهر عن معاوية أنَّه ذكر لهم وُضوء رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأنَه مسح رأسَه بغرفة من ماء، حتَّى يقطر الماء من رأسه- أو: كان يقطر- (٤).
ز: عامر- في إسناد حديث عثمان-: هو ابن شَقيق بن جَمْرة الأسديَّ، لم يرو له مسلم، وضعَّفه يحيى بن معين (٥)، وقال النَسائيُ: ليس به بأس (٦). ووثَّقه ابن حِبَان (٧).
(١) كذا بالأصل و (ب)، وتخصيص أحد من الصحابة- رضي الله عنهم أجمعين- بالتسليم ليس من هدي السلف، بل في ذلك مشابهة لأهل البدع، والله أعلم.
(٢) "المسند": (١/ ١١٠).
(٣) "سنن أبي داود": (١/ ٢٠١ - رقم: ١١٥)، وهذه الجملة: (ورواه أبو داود ....) غير موجودة في "التحقيق" فقد تكون من زيادات المنقح ولكن لم يوضع لها رمز، ولها نظائر في مواضع يسيرة، انظر: (ص: ٢١١)، والله أعلم.
(٤) "المسند": (٤/ ٩٤). وفيه: (كاد يقطر)، وكذا هو في "التحقيق".
(٥) "الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم: (٦/ ٣٢٢ - رقم: ١٨٠١) من رواية ابن أبي خيثمة.
(٦) "تهذيب الكمال" للمزي: (١٤/ ٤٢ - رقم: ٣٠٤٣).
(٧) "الثقات": (٧/ ٢٤٩).