فناظرت أبا عبد الله أحمد بن حنبل في حديثه عن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في المسح، فلم يقنع (١)، قلت له: فحديث عطاء بن يسار عن ميمونة- حديث يحدث به أبو عبد الله (٢)، أعني: في المسح أيضاً-؟ قال: ذاك من كتاب.
قال: قلت لأبي عبد الله: فإلى أيَّ شيءَ ذهب أهل المدينة في المسح أكثر من ثلاثٍ ويومٍ وليلةِ؟ قال: لهم فيه أثرٌ (٣).
قال أبو عبد الله: حديث خزيمة مما لعلَه أن يدلَّ عليَّ- يعني حجَة لهم- قوله: ولو استزدته لزادني (٤) O.
٣٧١ - الحديث الثاني: أنا محمَّد بن أحمد الدَّقَّاق أنا عبد الله بن الحسن أنا عبيد الله الصَيدلانيُ ثنا أبو بكرِ النَّيسابوريُّ ثنا يونس بن عبد الأعلى أنا ابن وهبِ أخبرني حَيْوة قال: سمعت يزيد بن أبي حبيب يقول: حدَثني عبد الله بن الحكم عن عُلَيَّ بن رباح أن عقبة بن عامر حدَثه أَنه قدم على عمر بفتح دمشق، قال: وعَلَيَّ خُفان. قال لي عمر: كم لك يا عقبة مذ لم تنزع خفيك؟
فذكرت: من الجمعة، منذ ثمانية أيام. فقال: أحسنت وأصبت السُنَة.
هذا حديثٌ قد اختلف على يزيد بن أبي حبيب فيه، فرواه عنه جرير عن عُلَيَّ بن رباح، ليس بينهما أحد.
ز: ذكر الدَارَقُطْنيُ في "العلل" أن عمرو بن الحارث ويحيى بن أيُّوب والليث بن سعدِ رووه عن يزيد فقالوا فيه: فقال عمر: أصبت. ولم يقولوا:
(١) في مطبوعة "التاريخ": (فلم يقنع به).
(٢) في مطبوعة "التاريخ": (حدثت به أبا عبد الله).
(٣) انظر: "الإمام" لابن دقيق: (٢/ ١٩٤).
(٤) "التاريخ": (١/ ٦٣١ - الأرقام: ١٨٢٤، ١٨٢٧).