المطلب الرابع: التنبيه الرابع: التحذير من تكرار أكبر الفواجع
ومن أكبر الفواجع الكبرى التي قد سمعنا عنها قديمًا إقدام أحد المطربات الشهيرات على تسجيل بعض آيات القرآن الكريم بصوتها، ومن تلك الفواجع الناجمة عن فتح هذا الباب على مصراعيه أيضًا إقدام بعض أهل الطرب المعاصرين على طلب التصريح بتسجيل القرآن بصوته رسميًا من الأزهر، وقد رُفِضَ طلبه بشدة.
وقد ألف ابن الكيال الدمشقي (ت: ٩٢٩ هـ) كتابًا في النهي عن قراءة القرآن بالألحان سماه " الأنجم الزواهر في تحريم القراءة بلحون أهل الفسق والكبائر". (١).
ولعل في هذه الكلمات الموجزات من العبر والعظات، والتي قيدها كاتبُها بواضحِ الأدلة الدامغات المسكتات، و ضَمَّنها البراهينَ الجليَّات الساطعات، راجيًا أن تكون دافعًا لقبولها والكف عن تلك الترَّهات، ولاسيما وأنها قُرِنَت بكلام أئمة الإسلام من السلف والخلف الذين هم في الأنام سادات، وقد ساق كاتِبُه إجماعَ العلماء على عدم جوازها، ووجوب العدول عنها إلى الطريقة التي نزل بها القرآن من عند رب البريات. والحمد لله رب العالمين. (٢)
خاتمة البحث، وبيان أهم النتائج التي توصلت لها تلك الدراسة المختصرة.
أ- خاتمة البحث
في ختام هذا البحث يحمد الباحث ربَه الكَريم المنان ذا الفضل والإحسان والإنعام على ما امتن به - سبحانه -على عبده الضعيف الفقير إلى عفوه ورحمته ومغفرته من إتمام بحثه راجيًا أن يكون قد قدم من خلاله الهدف المنشود والغاية الحميدة التي من أجلها تناول موضوع بحثه من تجلية موضوع " المقامات الموسيقية" وما إليه، وأن تكون تلك المادة من فواتح الخير على الباحثين لفتح باب معالجة تلك القضية بمنهجية علمية تأصيلية ذات تابع علمي رصين مقرونًا بالحجج والبراهين والأدلة النقلية والحجج العقلية المنبثقة من شرع رب البرية، راجيًا أن تكون تلك الدراسات وافية بالغرض المنشود وأن تكون فاتحة خير - كذلك - على قلوب المسلمين ليؤوبوا إلى ربهم ويترنموا ويتغنوا بكلامه ربهم العظيم على وفق ما نزله به الروح الأمين على قلب سيد المرسلين- صلى الله عليه وسلم- متجنبين الإحداث في الدين.
(١) الذيل على كشف الظنون (١/ ١٣١). وقد سبق التنويه إلى كتاب ابن الكيال في: المطلب الثالث: منع القراءة بالألحان هو الموقف العدل عند أهل الإسلام
(٢) يُنظر: "الشُّفْعَةُ بَيِنَ الجَمْعِ العُثْمَانِيِّ وَالأَحْرُفِ السَّبْعَةِ"، كَتَبَهُ: عَرَفةُ بْنُ طَنْطَاوِيِّ: (٢/ ٥٩٩ - ٦١٥). بتصرف يسير.