وقد رتب "بلاشير" تلك الترجمة المزعومة بحسب ترتيب النزول أول الأمر. ثم بعد سبع سنوات من تأمله ثبت لديه عدم صواب وجدوى طريقته الأولى التي استخدمها ألا وهي الترتيب بحسب ترتيب النزول فأعاد ترتيب ترجمته هذه بحسب الترتيب المصحفي.
ولقد تأثر بهؤلاء المستشرقين الكفرة بعض المعاصرين كذلك، ومن أمثال هؤلاء:
١ - يوسف راشد الذي يقول:
"إن ترتيب القرآن في وضعه الحالي يبلبل الأفكار ويضيع الفائدة من تنزيل القرآن، لأنه يخالف منهج التدرج التشريعي الذي روعي في النزول. ويفسد نظام التسلسل الطبيعي للفكرة، لأن القارئ إذا انتقل من سورة مكية إلى سورة مدنية اصطدم صدمة عنيفة، وانتقل بدون تمهيد إلى جو غريب عن الجو الذي كان فيه. وصار كالذي ينتقل من درس في الحروف الأبجدية إلى درس في البلاغة". (١)
وكذلك له رسالة تحت عنوان: "رتبوا القرآن كما أنزله الله".
وقد أقام اللهُ لها الدكتورَ/ محمد عبد الله دراز-رحمه الله- فقام بالرد عليها بتقرير رفعه إلى إدارة الأزهر. (٢)
٢ - وميرزا باقر الأسكوئي الحائري الرافضي (ت: ١٣٠١ هـ)
٣ - والدكتور يوسف صديق التونسي (معاصر) من مواليد (١٣٦٢ هـ)، هو فيلسوف وعالم انثروبولوجي.
٤ - وعائشة بنت عبد الرحمن المعروفة بـ "بنت الشاطئ" (ت: ١٤١٩ هـ) والتي لها التفسير البياني للقرآن، وقد صدر في جزئين تناولت فيه تفسير بعض سور القرآن.
المطلب الثالث: عرض ودراسة ومناقشة للتفاسير التي رُتِبَت على ترتيب النزول والرد عليها
والتَّفَاسِيرُ الثَّلَاثَةُ هي:
١ - تفسير بيان المعاني: وهو "تفسير كتاب الله الحكيم حسب النزول لـ" حويش".
٢ - التفسير الحديث: لـ" دروزة "
(١) - مقال: " النقد الفني لمشروع ترتيب القرآن الكريم حسب نزوله"، عبد الله دراز، مجلة الأزهر، رئيس التحرير: محمد فريد وجدي بكّ، تحت إدارة ديوان الإدارة للأزهر، والمعاهد الدينية، بالقاهرة، عدد شهر رمضان سنة (١٣٧٠ هـ/ ١٩٥٠ م، مجلد ٢٢). مطبعة الأزهر، ص: ٧٨٤.
(٢) وقد نشر هذا الرد في مجلة " كنوز القرآن" في عدد أكتوبر ١٩٥١ م. يُنظر: الجمع الصوتي للقرآن: (ص: ٣٥٩) وهامش (١).