بيان أهم دوافع وبواعث تأليفه
هذا التفسير أقامه مؤلفه على ترتيب نزول القرآن الكريم،
حيث يقول مبينًا سبب اختياره هذا المنهج:
وقد رأيت بالتدبر الميداني للسور أن ما ذكره المختصون بعلوم القرآن الكريم من ترتيب النزول، هو في معظمه حق، أخذًا من تسلسل البناء المعرفي التكاملي، وتسلسل التكامل التربوي، واكتشفت في هذا التدبر أمورًا جليلة تتعلق بحركة البناء المعرفي لأمور الدين، وحركة المعالجات التربوية الربانية للرسول- صلى الله عليه وسلم-، وللذين آمنوا به واتبعوه، وللذين لم يستجيبوا لدعوة الرسول مترددين، أو مكذبين كافرين.
وقد حاول المؤلف تطبيق ما ذكره في كتابه (قواعد التدبر الأمثل للقرآن الكريم) في كتابه هذا، يقول رحمه الله:
وبعد فقد فتح الله - عز وجل- علي خلال تدبري الطويل لكتابه المجيد، باستخراج أربعين قاعدة من قواعد التدبر الأمثل لكتابه، قابلة للزيادة عليها، وهذه القواعد تقدم للمتدبرين أصول التفسير الأقوم للقرآن، ولم أجد في المفسرين من اهتم بالتزام مضمونها، ولا بالتزام كثير منها.
وقد رأيت من الواجب علي أن أقدم ما أستطيع تقديمه من تدبر لسور هذا الكتاب العزيز المعجز، ملتزمًا على مقدار استطاعتي بمضمون القواعد التي فتح الله بها عليَّ، مع الاعتراف بأن التزامها التزامًا دقيقًا وشاملًا عسيرٌ جدًا، بل قد يكون بالنسبة إلى متدبر واحد متعذرًا. (١).
أضواء جانبية على عقيدته
يقول في كتابه "العقيدة الإسلامية وأسسها": (٢)
"النوع الثاني ـ من الوحي ـ ما كان بواسطة إسماع الكلام الإلهي من غير أن يرى السامع من يكلّمه، كأن يخلق الله الأصوات في بعض الأجسام من حجر أو شجر، ومن هذا النوع ما كان لموسى -عليه السلام- حين مناجاته ربه في جانب الطور، وهذا النوع الثاني هو ما أشار إليه الله بقوله في الآية: (أَوْ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ) (الشورى من آية: ٥١) أي: وحيًا من وراء حجاب بواسطة خلق الله الأصوات كما ذكرنا أو بصورة أخرى يختارها الله عز وجل".
قلت: ومناجاة موسى ربه من جانب الطور هو ما جاء في قوله تعالى:
(١) يُنظر: التعريف بكتاب "معارج التفكر ودقائق التدبر" لـ مجد مكي-دار القلم- دمشق-ط ١ - ١٤٢٧ هـ.، ويُنظر: المقدمة العامة لكتاب معارج التفكر ودقائق التدبر: (١/ ٥ - ٦).
(٢) - يُنظر كتابه: العقيدة الإسلامية وأسسها: (٢/ ٢٤٩) الطبعة الأولى (١٣٨٥ هـ)، ويُنظر نفس الكتاب تحت عنوان " النصوص المتشابهات في صفات الله تعالى " ص ٢٤٦ ..