(ت: ٩٠ هـ)، وهو من النحاة والقرَّاء المشهورين في عهد عبدالملك بن مروان (ت: ٨٦ هـ)؛ ذلك ليصل إلينا كتاب الله بالصورة التي هي بين أيدينا اليوم؛ ليتحقق وعد الله - سبحانه -: {إِنَّ عَلَيْنَا
جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ} القيامة: ١٧)، ووعده سبحانه: (إنا نحن نزل الذكر وإنا له لحافظون) (الحجر: ٩)
ط - التنبيه على أن الطريقة التي جُمع بها القرآن، والحالة التي انتهى إليها، هي التي أرادها الله أن تكون، فقد أراد - جل شأنه - أن يُحفَظ كتابُه ويُجمَع ويُتلَى بقراءاته المنزَّلة، ولعل من حِكَمِ ذلك تيسيرَ قراءة القرآن على الأمة، أو إرادة معاني هذه القراءات جميعها؛ لمعنى من المعاني البلاغية، أو إرادة أحكامها مجتمعة. (١)
ك- التنبيه على أن الرسم العثماني الأصل في كتابته أن كل حرف يكتب حسب ما ينطق به دون أن يزاد فيه أو ينقص منه، وهذه قَاعِدَةٌ مُطَّرِدَةٌ عَامَّةٌ، غير أن بعض الألفاظ خرجت عن عموم هذه القَاعِدَةٌ العَامَّةٌ، فكتبت وفق ما تضمنه علم "الرسم العثماني" ورسمت بالزيادة أو الحذف أو الإبدال، أو بغيرها مما اقتضاه علم هذا الرسم، وقد حصرها علماء الرسم في ستة أمور:
١ - الحذف
٢ - والزيادة
٣ - والهمز
٤ - والبدل
٥ - والفصل والوصل
٦ - وما فيه قراءتان متواترتان وكتب اللفظ المختلف رسمه فيها، على رسم إحداهما.
ومن أمثلة تلك الكلمات التي فيها قراءتان ورسم على إحداهما: ما ورد في قراءة أهل المدينة والشام كلمة (وأوصى) في قوله تعالى: (وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ) في مصاحفهم (وأوصى) وأما قراءة (وَوَصَّى) التي فيها معنى المبالغة والتكثير، فقد قرأ بها "الباقون" وكتبت في مصاحفهم حسب قراءة كل منهم.
وقد وردت هذه المسائل وبسطت ووضحت مع أمثلة ما تدل عليه في مصنفات علم الرسم بالتفصيل، ولقد اكتفى الباحث هنا بالإشارة عن كثير من العبارة.
وسيأتي معنا بيان ذلك بشيء من التفصيل والإيضاح في موضعه. (٢) ومن أراد زيادة في العبارة فليراجعها في مظانها من كتب الرسم.
(١) - إن علينا جمعه وقرآنه، د. عبدالجبار فتحي زيدان، مقال عن موقع الألوكة، بتاريخ: ٢٢/ ١٢/ ١٣٤ هـ.
(٢) ألا وهو: قواعد الرسم العثماني، وهو المطلب الثاني من المبحث الثالث من هذا الفصل