وقد قرر عثمان ما يلي:
١ - استنساخ مصاحف من المصحف العثماني "الإمام"
٢ - بعث نسخ مما استنسخه من المصحف "الإمام" إلى الأمصار
٣ - بعث معلم مع كل نسخة من المصحف "الإمام" إلى الأمصار ليقرئ الناس بالحرف الذي كتب في تلك النسخة التي يحملها بين يديه
٤ - أمر أهل الأمصار باعتماد المصحف "الإمام" وحرق كل ما عداه من المصاحف الخاصة التي بين أيدي الناس، وعدم اعتماد أي مصحف سواه.
رابعًا: عدد المصاحف العثمانية التي أرسلت إلى الأمصار
لقد اختلف العلماء اختلافًا واسعًا في عدد المصاحف المنسوخة التي كتبها عثمان ووجه بها إلى الأمصار، وإن أصحّ ما روي في هذا الباب ما ثبت عند البخاري وغيره من طريق الزهري عن أنس
بن مالك- رضي الله عنه- أنَّ عثمان " أرسل إلى كل أفقٍ بمصحفٍ مما نسخوا، وأمر بما سواه من القرآن في كل صحيفة أو مصحف أن يحرق". (١)
ونلحظ على أثر-أنس- رضي الله عنه- أمرين:
الأمر الأول: أنه يشير إلى كثرة عدد المصاحف المرسلة إلى الأمصار حيث قال:
"أرسل إلى كل أفقٍ بمصحفٍ" من غير تحديد عدد معين.
الأمر الثاني: ليس هناك ما يدل على أن إرسال تلك المصاحف إلى الأمصار كان دُفعةً واحدةً وفي وقت واحد.
والخلاف في عدد المصاحف المنسوخة والمرسلة إلى الأمصار على أقوال، من أبرزها: (٢)
القول الأول: أنها خمسة نسخ
وقد وجهة نسخة إلى كل من:
١ - مكة
٢ - المدينة
٣ - الكوفة
٤ - الشام
٥ ـ المصحف الإمام الذي كتبه عثمان أمسكه عنده لنفسه
(١) البخاري: (٦/ ١٨٣) حديث: (٤٩٨٧)، سنن الترمذي: (٤/ ٣٤٧)، تحقيق أحمد شاكر وآخرون، طبعة دار التراث العربي، بيروت، النسائي: السنن الكبرى: (٦/ ٧).
(٢) -والقول في عددها قيل فيه أقوال أخر، وهذه أشهرها وأبرزها.