كَذَلِكَ كَانَ يَقْرَؤُهَا، وَكَذَلِكَ أُنْزِلَتْ. أَوْ قَالَتْ: أَشْهَدُ لَكَذَلِكَ أُنْزِلَتْ، وَكَذَلِكَ كَانَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقْرَؤُهَا، وَلَكِنَّ الْهِجَاءَ حُرِّفَ. (١)
الأثر الثالث:
عن ابن عباس -رضي الله عنه- أنه كان يقرأ: (لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا)، (النور من آية: ٣٨) قال: وإنَّما (تستأنسوا) وَهمٌ من الكُتَّاب. (٢)
الأثر الرابع:
عن ابن عباس أنه قرأ: (أَفَلَمْ يتبيَّن الذين آمنوا أن لو يشاء الله لهدى الناس جميعًا) (النور من آية: ٢٧)، فقيل له: إنَّها في المصحف: (أَفَلَمْ يَيْأَس)، (الرعد من آية: ٣١). فقال: أظن الكاتب كتبها وهو ناعس. (٣).
الأثر الخامس:
عن ابن عباس أنه كان يقول في قوله تعالى (وَقَضَى رَبُّكَ) (الإسراء من آية: ٢٣) إنَّما هي (ووصى ربُّك)، التزقت الواو بالصاد. (٤)
الأثر السادس:
عن ابن عباس، أنه كان يقرأ: (ولقد آتينا موسى وهارون الفرقان ضياءً)، (٥) ويقول: خذوا هذا الواو واجعلوها هنا: (والذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم) (٦)
الأثر السابع:
عن ابن عباس في قوله تعالى: (مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ) (النور من آية: ٣٥)، قال:
هي خطأ من الكاتب، هو أعظم من أن يكون نوره مثل نور المشكاة، إنَّما هي: (مثل نور المؤمن كمشكاة). (٧)
(١) رواه أحمد في مسنده، باقي مسند الأنصار (٧/ ١٣٨) ح ٢٤١٢٠، (٧/ ٢٠٨) ٢٤٥٩١، وفيه أبو خلف مولى بني جُمَحٍ، وهو مجهول. يُنظر: الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (٩/ ٣٦٦).
(٢) - رواه الطبري في تفسيره (١٨/ ١٠٩ - ١١٠).
(٣) - أخرجه ابن الأنباري، يُنظر: الإتقان في علوم القرآن (٢/ ٢٧٥)، ورواه الطبري أيضًا في التفسير (١٣/ ١٥٤) بنحوه.
(٤) - رواه سعيد بن منصور، يُنظر: الإتقان في علوم القرآن (٢/ ٢٧٥)، وروى نحوه الطبري في التفسير عن الضحاك بن مزاحم (١٥/ ٦٣).
(٥) والآية في المصحف: (ولقد آتينا موسى وهارون الفرقان وضياءً)، (الأنبياء من آية: ٤٨)
(٦) رواه سعيد بن منصور وغيره، يُنظر: الإتقان في علوم القرآن (٢/ ٢٧٦)، والآية في المصحف: (الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم)، (آل عمران من آية: ١٧٣)
(٧) أخرجه ابن أشتة وابن أبي حاتم، انظر الإتقان في علوم القرآن (٢/ ٢٧٦).