وفي السبعينات قام رجل في مصر يدعى " لبيب الجمال " يهفو ويدعو إلى كتابة القرآن بحروف غير عربية! وتسمع " هيأة التمويل الدولية " بالمشروع فتتحمس له ولصاحب الفكرة وترصد له مليون دولار! (١).
وقد ظهر مثل هذا في فرنسا وإندونيسيا وغيرها من البلاد.
ففي فرنسا: صدر الجزء الأخير من القرآن " جزء عم " بأكمله بالحروف الفرنسية! وهناك طبعات أخرى في المكتبات تتفاوت كما وكيفًا، وهناك من يفكر في إخراج المصحف كله بالفرنسية!
وفي إندونيسيا: - البلد المسلم - ظهرت فيه هو كذلك طبعة للقرآن الكريم كله بالحروف الإندونيسية! يتداولها الناس هناك في رضا! -وقد- رفع تقريرًا عنها مبعوث رئاسة إدارة البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد بالمملكة العربية السعودية- إليها-. (٢).
فهل يُنتظر من أهل هذا الرأي أن يقع نحو من هذا؟!.
وقد عُرِض بهذا الصدد استفتاء على سماحة شيخنا الإمام عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى عن كتابة القرآن بلغة غير اللغة العربية، فأحاله- سماحته- إلى هيئة كبار العلماء، وسيأتي معنا جواب اللجنة في عرض قرارات المجامع الفقهية حول الرسم العثماني فيما يلي:
رابعًا: قرارات وفتاوى المجامع الفقهية ومراكز الفتوى حول الرسم العثماني:
القرار الأول: قرار هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية حول: (كتابة القرآن بلغة غير اللغة العربية)
عُرِض على سماحة شيخنا الإمام عبد العزيز بن باز (ت: ١٤٢٣٠ هـ) - رحمه الله - تعالى استفتاء عن كتابة القرآن بلغة غير اللغة العربية، وأحاله- سماحته- إلى هيئة كبار العلماء،
وكان جواب اللجنة على النحو التالي:
بعد دراسة الموضوع ومناقشته وتداول الرأي فيه، قرر المجلس بالإجماع: تحريم كتابة القرآن بالحروف اللاتينية، أو غيرها من حروف اللغات الأخرى،
(١) - مجلة «الاعتصام» القاهرية العدد ١٠٤ (١٣٩٦ هـ/ ١٩٧٦ م).
(٢) - وللاستزادة يُنظر: تحريم كتابة القرآن الكريم بحروف غير عربية، صالح علي العود، تقديم محمد بن عبد الوهاب أبياط الطبعة: الأولى، الناشر: وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد - المملكة العربية السعودية، تاريخ النشر: ١٤١٦ هـ- عدد الأجزاء: ١