المبحث الأول: التعريف بالأحرف السبعة
وفيه سبعة مطالب:
المطلب الأول: مفهوم الأحرف في اللغة
معنى الحرف في اللغة العربية إجمالًا:
الحرف في أصل كلام العرب معناه الطرف والجانب، وبه سمي الحرف من حروف الهجاء. وحرف كل شيء طرفه وشفيره وحدّه، ومنه حرف الجبل وهو أعلاه المحدد. وحرف الشيء: ناحيته. وفلان على حرف من أمره أي ناحية منه كأنه ينتظر ويتوقع، فإن رأى من ناحية ما يحب وإلا مال إلى غيرها. (١)
معاني الحرف في اللغة العربية تفصيلًا: (٢)
لو تأمَّلْنا في كتاب الله عز وجل، ولسان العرب (معاجم اللغة العربية) لوجدنا أن لمادة (ح ر ف) عدة محامل كالآتي:
١ - اللهجة اللغوية، ومنه قولنا: هذا حرف بني فلان؛ أي: لهجتهم.
٢ - جانب الشيء أو حده أو شفيره أو طرفه، ومنه قولنا: حرف الجبل، وحرف السيف، وحرف السفينة.
٣ - الشرط أو الشيء المرجو المتوقع، ومنه قول الله تعالى: (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ) (الحج: ١١)، وقيل: المراد بالحرف في الآية: الشك، أو: على غير طمأنينة، وقيل: الوجه الواحد وهو السرَّاء، والطاعة والعبادة تجب لله على كل حال في السرَّاء والضرَّاء.
٤ - الناقة الضامرة (المهزولة) من شدة السير والمضي، وتلك علامة لنجابتها، تشبيهًا بحرف السيف، أو بحرف الهلال.
٥ - الناقة الصُّلبة الشديدة، تشبيهًا بحرف الجبل.
٦ - إحدى القراءات المتواترة، ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن القُرْآن أنزل على سبعة أحرفٍ، فاقرؤوا منه ما تيسر". (٣)
(١) - جمال الدين حمد بن مكرم ابن منظور الإفريقي المصري، اعتناء: أمين محمد عبد الوهاب ومحمد الصادق العبيدي، (بيروت: دار إحياء التراث العربي، ط ٣، د. ت.) ج ٣، ص ١٢٨
(٢) - يُنظر: "أساس البلاغة" (١/ ١٨٣)، "مقدمة تفسير ابن النقيب" (ص: ٢٣٨، ٢٣٧)، "لسان العرب" (٩/ ٤١) وما بعدها، "القاموس المحيط" (١/ ٨٠٠، ٧٩٩)، "تاج العروس" (٢٣/ ١٢٨) وما بعدها.
(٣) صحيح البخاري"، كتاب/ الخصومات، باب/ كلام الخصوم بعضهم في بعض، رقم (٢٤١٩)، "صحيح مسلم"، كتاب/ صلاة المسافرين وقصرها، باب/ بيان أن القرآن أنزل على سبعة أحرف، وبيان معناها، أرقام (٢٧٠)، (٢٧٢)، (٢٧٣)، (٢٧٤).