وفي سند هذا الحديث أحمد بن هلال. وقد ورد فيه الذمّ كثيرًا من قبل الإمام العسكري. وجاء في فهرست الشيخ الطوسي أنه كان غاليًا، ومتَّهمًا في دينه. (١)
وقال الأستاذ معرفت (٢) حول مفاد هذا الحديث:
إن الأحرف في هذا الحديث تعني مختلف لهجات العرب، كما ورد ذلك في أحاديث أهل السنَّة أيضًا. (٣)
الرواية الثالثة: رواية الصفّار، حيث رواها في: "بصائر الدرجات"
عن زرارة، عن أبي جعفر، قال: تفسير القرآن على سبعة أحرف؛ منه ما كان؛ ومنه ما لم يكُنْ بعد، ذلك تعرفه الأئمّة. (٤)
نقضهم للرواية الثالثة:
إن لهذا الحديث ظهورًا في بطون القرآن والوجوه المعنوية، دون اللفظية؛ ولذلك لا صلة له بمسألة القراءات، وخاصّة أنه قد ورد في بعض الروايات "سبعة أوجه"، بدلاً من "سبعة أحرف". (٥)
ومضافًا إلى ذلك في سنده تردُّد بين ابن أبي عمير وغيره. (٦)
ثانيًا: أقوال علماء الطائفة (٧) حول الأحرف السبعة -عليهم من الله ما يستحقوا-
القول الأول: قول شيخ الطائفة الطوسي: (٨) حيث قال في "التبيان":
(١) انظر: رجال ابن داوود الحلّي: ٢٠٣؛ الأردبيلي، جامع الرواة ١: ٧٤.
(٢) محمد هادي معرفة: (ت: ١٤٢٧ هـ)
(٣) معرفت، التمهيد في علوم القرآن ٢: ٨٦؛ علوم قرآني: ٢٠٢.
(٤) محمد بن الحسن الصفّار، بصائر الدرجات: ٢١٦.
(٥) يُنظر: المصدر نفسه، هامش المصحِّح؛ محمد باقر المجلسي، بحار الأنوار ٨٩: ٩٨.
(٦) يُنظر: المصدر السابق، حجِّية القراءات، بحوث و دراسات- مطالعةٌ في جهود العلاّمة معرفت، د. الشيخ علي أصغر ناصحيان، عن موقع: مركز البحوث المعاصرة- بيروت، بتاريخ: ٧/ ٦/ ٢٠١٨ م.
(٧) - وهم الشيعة الاثني عشرية أو الإمامية أو الجعفرية هم طائفة دينية، وعادة فإن لفظة الشيعة إذا قيلت مطلقة دون تخصيص فإن الذهن ينصرف نحو الاثني عشرية لكونها الطائفة الكبرى من حيث عدد الأتباع من بين الطوائف الشيعية الأخرى، وتُسمَّى الذين أطلقت عليهم هذه التسمية تمييزًا لهم عن الطوائف الأخرى التي تحمل اسم الشيعة كالزيدية والإسماعيلية، ولاعتقادهم بأنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قد نصَّ على اثني عشر إمامًا خلفاءَ من بعده، فكانت عقيدة الإمامة هي الفارق الرئيسي بينها وبين بقية الطوائف الإسلامية. نقلُا الموسوعة الحرة.
(٨) - أبو جعفر محمد بن الحسن بن علي بن الحسن الطوسي (٣٨٥ - ٤٦٠ هـ/ ٩٩٥ - ١٠٥٠ م) المعروف بشيخ الطائفة، والشيخ الطوسي مؤلف كتابين من الكتب الأربعة ومن كبار المتكلمين والمحدثين والمفسرين والفقهاء الشيعة. قدم إلى العراق من خراسان في سن الثالثة والعشرين وتتلمذ على أعاظم العلماء هناك كالشيخ المفيد و السيد المرتضي. أسند إليه الخليفة العباسي كرسي كلام بغداد.
للاستزادة من ترجمته يُنظر: كرجي، تاريخ فقه وفقهاء: (ص: ١٨٣).