وإن كان النظّام أبرز من قال بالصرفة من المعتزلة، فقد تابعه عليه كذلك أقوام وكان من أبرز هؤلاء كل من:
١ - عيسى بن صبح المكنى بأبي موسى المُزدار (ت: ٢٢٦ هـ): كان معروفًا بالناسك وقد تلمذ لبشر بن المعتمر وأخذ العلم عنه وتزهد ويسمى راهب المعتزلة. (١)، وقد تلمذ له أيضًا الجعفران،
والجعفران هما:
أ- جعفر بن حرب الثقفي المعتزلي العابد أبو الفضل: (ت: ٢٣٤ هـ) من نساك القوم وله تصانيف.
ب- وجعفر بن مبشر الهمداني المعتزلي البغدادي أبو محمد: (ت: ٢٣٦ هـ) الفقيه البليغ كان مع بدعته يوصف بزهد وتأله وعفة.
وكان الجعفران سيدا معتزلة بغداد في عصرهما، ومضربا المثل في العلم والعمل عندهم.
كما تلمذ له أيضًا أبو زفر وهو من مصنفي المعتزلة، ومحمد بن سويد المعتزلي.
وصحبه (أبو جعفر) محمد بن عبد الله الإسكافي وعيسى بن الهيثم وجعفر بن حرب الأشج. وحكى الكعبي عن الجعفرين أنهما قالا: إن الله تعالى خلق القرآن (٢) في اللوح المحفوظ ولا
يجوز أن ينقل إذ يستحيل أن يكون الشيء الواحد في مكانين في حالة واحدة وما نقرؤه فهو حكاية عن المكتوب الأول في اللوح المحفوظ وذلك فعلنا وخلقنا. (٣).
وقد تولى المُزدار رئاسة المعتزلة ببغداد (٤).
وقال في القرآن: إن الناس قادرون على مثل القرآن فصاحة ونظمًا وبلاغة،
وهو الذي بالغ في القول بخلق القرآن وكفر من قال بقدمه. (٥)
وهو الذي نُسِبَ إليه القول بأن: (الناس قادرون على أن يأتوا بمثل هذا القرآن وبما هو أفصح منه). (٦)
٢ - عباد بن سليمان الصخري (ت: ٣٨٥ هـ): معتزلي من أهل البصرة من تلامذة هشام بن عمرو القوطي. (٧)
(١) الملل والنحل للشهرستاني: (١/ ٦٨). بتصرف يسير.
(٢) - وذلك لأن المعتزلة يقولون بخلق القرآن، وأما أهل السنة فيقولون بأن القرآن كلام الله منزل غير مخلوق. الباحث.
(٣) - المرجع السابق: (١/ ٦٩).
(٤) -طبقات المعتزلة ص ٧٠ الفرق بين الفرق ص ١٥٤ د، عمر السلامي؛ الإعجاز الفني في القرآن ص ٥٢ ـ ٦٥
(٥) -الملل والنحل للشهرستاني: (١/ ٦٨).
(٦) -الفرق بين الفرق - ص ١٥٤.
(٧) - ابن النديم؛ الفهرست ٢٦٩ ــ ٢٨٠