شددت على أحد إلا على رجل جاءني فدق على الباب، وقال: اجعلني في حل فإني كنت أذكرك، ولم أردت أن تذكرني؟ -أي: هذا الرجل- كأنه أراد منهما التوبة وأن لا يعود.
قال المروذي: قلت لأبي عبد اللَّه: إن أبا موسى هارون بن عبد اللَّه قد جاء إلى رجل شتمه لعله يعتذر إليه، فلم يخرج إليه، وشق الباب في وجهه، فعجب، وقال: سبحان اللَّه، أما أنه قد بغى عليه، سينُصر عليه، ثم قال: رجل نقل قدمه ويجيء إليه يعتذر لا يخرج!
قال عبد اللَّه: حدثنا أبي، حدثنا عفان وسريج قالا: حدثنا مهدي قال سريج: عن غيلان، عن مطرف أنه كان يقول: احترسوا من الناس بسوء الظن.
قال ابن هانئ: وسألته عن: "من ستر على أخيه عورة، فكأنما أحيا موءودة"؟ قال: كان أهل الجاهلية يقتلون البنات، ويستحيون الرجال، فهذا معناه.
قال الفضل بن زياد: قلت لأحمد: إذا علم من الرجل الفجور أيخبر به الناس؟ قال: لا، بل يستر عليه إلا أن يكون داعية.