عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يحيى، عَنْ عَمْرَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عائِشَةَ، قالتْ: عَطَسَ رَجُلٌ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- فقال: ماذا أَقُولُ يا رَسُولَ اللَّهِ؟ قال: "قُلْ الحَمْدُ للَّه". قالوا: ماذا نَقُولُ لَهُ؟ قال: "قُولُوا: يَرْحَمُكَ اللَّهُ". قال: فماذا أَقُولُ لَهُمْ؟ قال: "قُلْ لَهُمْ: يَهْدِيكُمُ اللَّهُ وَيُصلِحُ بالَكُمْ" (١).
قال أبو طالب: قلت: هؤلاء إذا قلنا لهم: يهديكم اللَّه ويصلح بالكم، قالوا: إنما يقال هذا لليهود أليس بقرآن {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} الفاتحة: ٦ قلت: أليس دعاء النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "اللَّهُمَّ أهْدِنِي فِيمَنْ هَدَيْتَ" (٢)، قال: بلى.
روى أَبو طالِبٍ: قال أحمد: التَّشْمِيتُ: يَهْدِيكُمْ اللَّهُ وَيُصْلِحُ بالَكُمْ.
"الآداب الشرعية" ٢/ ٣١٩، "معونة أولي النهى" ٣/ ١٤٠
(١) رواه إسحاق بن راهوية في "مسنده" ٢/ ٤٣٠ - ٤٣١ (٩٩٤).
والإمام أحمد ٦/ ٧٩، وأبو يعلى في "مسنده" ٨/ ٣٥٩ (٤٩٤٦) والطحاوي في "شرح معاني الآثار" ٤/ ٣٠١.
قال الهيثمي في "المجمع" ٨/ ٥٧: رواه أحمد، وأبو يعلى، وفيه أبو معشر -نجيح- وهو لين الحديث، وبقية رجاله ثقات.
(٢) رواه الإمام أحمد ١/ ١٩٩، أبو داود (١٤٢٥)، والترمذي (٤٦٤)، والنسائي ٣/ ٢٤٨، وابن ماجه (١١٧٨) من حديث الحسن بن علي -رضي اللَّه عنهما-.
قال الترمذي: هذا حديث حسن لا نعرفه إلا من هذا الوجه، ولا نعرف عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- في القنوت في الوتر أحسن من هذا.
وقال النووي في "الخلاصة" ١/ ٤٥٥: إسناده صحيح.
وقال الألباني في "الإرواء" (٤٢٩): صحيح.