قال حرب: سمعت إسحاق، قال: حدثنا أبو بكر بن عياش، قال: دخلت على حبيب بن أبي ثابت في مرضه، وهو يقول: آه آه -يعني: يئن في مرضه.
قال عبد الرحمن المتطبب -يعرف بطبيب السنة- يقول: دخلت على أحمد بن حنبل أعوده، فقلت: كيف تجدك؟
فقال: أحمد اللَّه إليك، أنا بعين اللَّه، ثم دخلت على بشر بن الحارث فقلت: كيف تجدك؟ فقال: أحمد اللَّه إليك، أجد كذا أجد كذا، فقلت: أما تخشى أن يكون هذا شكوى؟ فقال: حدثنا المعافى بن عمران، عن سفيان بن سعيد، عن منصور، عن إبراهيم، عن علقمة والأسود، قالا: سمعنا عبد اللَّه بن مسعود يقول: قال: رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إذا كان الشكر قبل الشكوى فليس بشاك" (١)، فدخلت على أحمد بن حنبل، فحدثته، فكان إذا سألته، قال: أحمد اللَّه إليك، أجد كذا وكذا.
قال عبد اللَّه: إن أخت بشر بن الحارث قالت للإمام أحمد: يا أبا عبد اللَّه، أنين المريض شكوى؟
قال: أرجو ألا يكون شكوى، ولكنه اشتكى إلى اللَّه.
(١) لم أقف عليه، لكن أورده ابن مفلح في "الآداب الشرعية" ٢/ ١٧٣ وقال: وأظن أنا أبا الحسين في "الطبقات" نقل هذا من كتاب الخلال وهذا الخبر السابق متفق عليه.
قلت لم أقف عليه في الصحيحين. واللَّه أعلم.