قال ابن هانئ: سألت أبا عبد اللَّه عن الحديث الذي جاء: "أجر الطاعم الشاكر كأجر الصائم" (١) يوخذ به؟
قال: إذا أكل وشرب يشكر اللَّه ويحمده على ما رزقه.
قال عبد اللَّه: حدثني أبي، حدثنا أبو معاوية، حدثنا عاصم الأحول، عن أبي عثمان، عن سلمان قال: قال رجل: الحمد للَّه كثيرًا. قال: فأعظمها الملك أن يكتبها حتى راجع فيها ربه عز وجل، قال: اكتبها كما قال عبدي كثيرًا.
قال المروذي: سمعت أبا عبد اللَّه يقول: أنا منذ أكثر من سبعين سنة في كل نعيم، وقال: ما قل من الدنيا أقل للحساب.
قلت له: إن رجلًا قال: إن أحمد بن حنبل وبشر بن الحارث ليس هم عندي زهادًا؛ أحمد له خبز يأكله، وبشر له دراهم تجيئه من خراسان.
فتبسم أبو عبد اللَّه، وقال: أمن الزهاد أنا؟ !
(١) رواه الإمام أحمد ٤/ ٣٤٣، وابن ماجه (١٧٦٥) من حديث سنان بن سنة. وقال البوصيري في "الزوائد" (٥٩٨): إسناده صحيح، رجاله موثوقون وصححه الألباني في "الصحيحة" (٦٥٥).
وله شاهد من حديث أبي هريرة رواه الإمام أحمد ٢/ ٢٨٣، والترمذي (٢٤٨٦) وقال: حسن غريب.