للموت؟ " قالوا: ما سمعناه يذكره -أو يكثر ذكره-، قال: "كيف تركه لما يشتهي؟ " قالوا: إنه ليصيب من الدنيا، قال: "إنه ليس صاحبكم هناك" (١).
وأيضا قال: قيل للربيع بن أبي راشد: ألا تجلس؟ فقال: إن ذكر الموت إذا فارق قلبي ساعة فسد عليَّ قلبي.
قال مالك: ولم أر رجلا أظهر حزنا منه (٢).
قال ابن هانئ: وقال لي أبو عبد اللَّه: يا أبا إسحاق، ما أهون الدنيا على اللَّه!
قال ابن هانئ: وقال أبو عبد اللَّه -وأنا أخرج من داره- قال الحسن: أهينوا الدنيا، فواللَّه لأهنأ ما تكون حين تهان (٣).
قال ابن هانئ: وقال الحسن: واللَّه ما نبالي شرَّقتْ أو غرَّبتْ (٤).
قال عبد اللَّه: حدثنا أبي، حدثنا عبد الرحمن، عن زهير، عن العلاء، عن أبيه، عن أبي هريرة عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "الدَّنْيا سِجْنُ المُؤمِنِ وجَنَّةُ
(١) رواه ابن المبارك في "الزهد" ص ٩٠ (٢٦٥).
(٢) رواه ابن المبارك في "الزهد" ص ٩٠ (٢٦٦).
(٣) رواه الإمام أحمد في "الزهد" ص ٣٤٤، وابن أبي شيبة ٧/ ٢٠٣ (٣٥٢٩٦).
(٤) رواه أبو نعيم في "الحلية" ٦/ ٢٧٢.