أن نتكلف له فقال: أطعمونا من طعام البيت ولا تتكلفوا.
قال صالِحُ بْنُ عِمْرانَ: دَعا رَجُلٌ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ، فَقال: تَرى أَنْ تَعْصِيَنِي بَعْدَ الإِجابَةِ؟ قال: لا. فَذَهَبَ الرَّجُلُ فَأَقْعَدَ مَعَ أَحْمَدَ مَنْ لَمْ يَشْتَهِ أَحْمَدُ أَنْ يَقْعُدَ معه، فَقال أَحْمَدُ عِنْدَ ذَلِكَ: رَحِمَ اللَّهُ ابن سِيرِينَ فَإِنَّهُ قال: لا تُكْرِمْ أَخاكَ بِما يَشُقُّ عَلَيْهِ، ولكن هذا أَخِي أَكْرَمَنِي بِما يَشُقُّ عَلَيَّ.
٦٠ - جواز الأكل من بيوت الأهل والأصدقاء بعد إذنهم
قال ابن القاسِمِ: سُئِلَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عز وجل: {لَيْسَ عَلَى الأَعْمَى حَرَجٌ وَلا عَلَى الأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلا عَلَى المَرِيضِ حَرَجٌ} إلَى قَوْلِهِ: {أَو صَدِيقِكم} النور: ٦١.
فَقال: إذا أُذِنَ لَك فَلا بَأْسَ؛ لِأَنَّ هؤلاء كانُوا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَتَحَرَّجُونَ أَنْ يَأْكُلُوا، فَرَخَّصَ لَهُمْ.
وَقال أَحْمَدُ بْنُ النَّضْرِ: سُئِلَ أَحْمَدُ: أَيَأْكُلُ الرَّجُلُ مِنْ بُيُوتِ أَهْلِهِ، بَيْتِ عَفَهِ، أَوْ خالِهِ، أَوْ غَيْرِهِمْ مِنْ أَهْلٍ، بِغَيْرِ إذْنِهِمْ؟
قال: لا يَأْكُلُ إلّا بِإِذْنِهِمْ
٦١ - استحباب تكسير الخبز للضيف
قال المَرُّوذِيُّ: قُلْت لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ: إنَّ أبا مَعْمَرٍ قال: إنَّ أبا أُسامَةَ قَدَّمَ إلَيْهِمْ خُبْزًا فَكَسَّرَهُ، قال: هذا لِئَلّا يَعْرِفُوا كَمْ يَأْكُلُونَ.