٢٥ - حَدَّثَنَا أَبُو هَاشِمٍ إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى الْبَصْرِيُّ , ثنا عَبَّادُ بْنُ رَاشِدٍ , عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ , قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ فَقَدِمَ عَلَيْهِ ابْنٌ لَهُ مِنْ غَزَاةٍ يُقَالُ لَهُ: أَبُو بَكْرٍ فَسَأَلَهُ , ثُمَّ قَالَ: أَلَا أُخْبِرُكَ عَنْ صَاحِبِنَا فُلَانٍ بَيْنَمَا نَحْنُ فِي غَزَاةِ فُلَانٍ ⦗٥٩⦘ قَابِلِينَ إِذْ ثَارَ وَهُوَ يَقُولُ: وَاأَهْلَاهُ وَاأَهْلَاهُ فَنَزَلْنَا وَظَنَنَّا أَنَّ عَارِضًا عَرَضَ لَهُ فَقُلْنَا لَهُ , فَقَالَ: إِنِّي كُنْتُ أُحَدِّثُ نَفْسِي أَنْ لَا أَتَزَوَّجَ حَتَّى أَسْتَشْهِدَ فَيُزَوِّجَنِي اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى الْحُورَ الْعِينَ , فَلَمَّا طَالَتْ عَلَيَّ الشَّهَادَةُ حَدَّثْتُ نَفْسِي فِي سَفَرِي هَذَا إِنْ أَنَا رَجَعْتُ تَزَوَّجْتُ , فَأَتَى آتٍ , فَقِيلَ لِي فِي مَنَامِي: أَنْتَ الْقَائِلُ: إِنْ رَجَعْتُ تَزَوَّجْتُ قُمْ قَدْ زَوَّجَكَ اللَّهُ الْعَيْنَاءَ , فَانْطَلَقَ بِي إِلَى رَوْضَةٍ خَضْرَاءَ مُعْشِبَةٍ فِيهَا عَشْرُ جِوَارٍ فِي يَدِ كُلِّ وَاحِدَةٍ صَنْعَةٌ تَصْنَعُهَا , لَمْ أَرَ مِثْلَهُنَّ فِي الْحُسْنِ وَالْجَمَالِ. قُلْتُ: فِيكُنَّ الْعَيْنَاءُ؟ قُلْنَ: لَا , نَحْنُ مِنْ خَدَمِهَا وَهِيَ أَمَامَكَ , فَانْطَلَقْتُ فَإِذَا أَنَا بِرَوْضَةٍ أَعْشَبَ مِنَ الْأَوَّلِ وَأَحْسَنَ , فِيهَا عِشْرُونَ جَارِيَةً فِي يَدِ كُلِّ وَاحِدَةٍ صَنْعَةٌ تَصْنَعُهَا لَيْسَ الْعَشْرُ إِلَيْهِنَّ بِشَيْءٍ فِي الْحُسْنِ وَالْجَمَالِ , قُلْتُ: فِيكُنَّ الْعَيْنَاءُ؟ قُلْنَ: لَا , نَحْنُ مِنْ خَدَمِهَا وَهِيَ أَمَامَكَ , فَمَضَيْتُ فَإِذَا أَنَا بِرَوْضَةٍ أُخْرَى أَعْشَبَ مِنَ الْأُولَى وَالثَّانِيَةِ وَأَحْسَنَ , فِيهَا أَرْبَعُونَ جَارِيَةً فِي يَدِ كُلِّ جَارِيَةٍ صَنْعَةٌ تَصْنَعُهَا لَيْسَ الْعَشْرُ وَالْعِشْرُونَ إِلَيْهِنَّ بِشَيْءٍ فِي الْحُسْنِ وَالْجَمَالِ. قُلْتُ: فِيكُنَّ الْعَيْنَاءُ؟ قُلْنَ: لَا , نَحْنُ مِنْ خَدَمِهَا وَهِيَ أَمَامَكَ , فَإِذَا أَنَا بِيَاقُوتَةٍ مُجَوَّفَةٍ فِيهَا سَرِيرٌ عَلَيْهِ امْرَأَةٌ قَدْ فَضَلَ جَنْبَاهَا السَّرِيرَ , فَقُلْتُ: أَنْتِ الْعَيْنَاءُ؟ قَالَتْ: نَعَمْ , فَذَهَبْتُ لِأَضَعَ يَدِي عَلَيْهَا قَالَتْ: مَهْ إِنَّ فِيكَ شَيْئًا مِنَ الرُّوحِ بَعْدُ , وَلَكِنَّ فُطُورَكَ عِنْدَنَا اللَّيْلَةَ , قَالَ: فَمَا فَرَغَ الرَّجُلُ مِنْ حَدِيثِهِ حَتَّى نَادَى مُنَادٍ: يَا خَيْلَ اللَّهِ ارْكَبِي , قَالَ: فَجَعَلْتُ أَنْظُرُ إِلَى الرَّجُلِ وَأَنْظُرُ إِلَى الشَّمْسِ وَنَحْنُ فِي مَصَافِّ الْعَدُوِّ , وَأَذْكُرُ حَدِيثَهُ فَمَا أَدْرِي أَيَّهُمَا , رَأْسُهُ نَدَرَ أَوَّلُ , أَوِ الشَّمْسُ سَقَطَتْ أَوَّلُ. قَالَ: فَقَالَ أَنَسٌ رَحِمَهُ اللَّهُ "