وَمن عَلامَة الشُّكْر معرفَة النِّعْمَة بِالْقَلْبِ انها من الله لَا من غَيره وَالْحَمْد عَلَيْهَا بِاللِّسَانِ والا يستعان بهَا على شَيْء مِمَّا يكره الْمُنعم
قلت فَمَا تَصْدِيق معرفتي هَذِه
قَالَ الْقيام بالمكافأة بهَا وان كَانَت لأنكأ وَلَكِن اعطاء المجهود فِي شكرها
وَمن عَلامَة معرفَة الدُّنْيَا التّرْك لَهَا والزهد فِيهَا والوحشة مِنْهَا وَمِمَّنْ ركن اليها واحبها وآثرها عظم قدرهَا
وَمن عَلامَة معرفَة الْآخِرَة هيجان الرَّغْبَة فِيهَا وَشدَّة الشوق اليها والانس بِكَثْرَة ذكرهَا ومؤانسة من صدق فِي الْعَمَل لَهَا
وَمن عَلامَة الْعقل حسن التَّدْبِير وَوضع الاشياء موَاضعهَا من القَوْل وَالْفِعْل وتصديق ذَلِك ايثار الاكثر على الاقل
وَمن عَلامَة الْعدْل الا تجْعَل الحكم حكمين فتحكم لنَفسك بِحكم وَلِلنَّاسِ بآخر حَتَّى يكون الحكم فِي نَفسك وَفِي غَيرهَا حكما وَاحِدًا وانصاف النَّاس من نَفسك
وَمن عَلامَة التَّوَاضُع الا يَدْعُوك اُحْدُ الى حق الا قبلته وَلم ترده وَلَا ترى احدا من الْمُسلمين الا رَأَيْت نَفسك دونه
وَالنَّاس يتفاضلون فِي الْمعرفَة بالايثار وَالرِّضَا وَالشُّكْر وَالْحب والثقة