وَتَقَع موقع المضارعة فِي الْجَزَاء نَحْو قَوْلك من أَتَانِي أَتَيْته وَإِن أَعْطَيْتنِي أكرمتك فقد وَقع فِي موقع من يأتيني آته وَإِن تعطني أكرمك
فَلَمَّا ضارعت المضارعة بنيت على الْحَرَكَة وَجعلت لَهَا مزية على مَا لم يَقع هَذَا الْموقع
أَلا ترى أَن كل مَا كَانَ مَعْنَاهُ افْعَل لم يُوصف بِهِ وَلم يَقع فِي موقع المضارعة فَلَمَّا لم يُجَاوز لم يزدْ على السّكُون وسنبين مَا يبْنى على الْحَرَكَة لتصرفه وَمَا يلْزمه السّكُون لامتناعه من التَّصَرُّف فِي مَوضِع المبنيات إِن شَاءَ الله
فإعراب الْمُضَارع الرّفْع وَالنّصب والجزم فالرفع بضمة حرف الْإِعْرَاب وَالنّصب بفتحته والجزم بِحَذْف الْحَرَكَة مِنْهُ
وَذَلِكَ قَوْلك فِي الرّفْع هُوَ يذهب يَا فَتى وَفِي النصب لن يذهب وَفِي الْجَزْم لم يذهب
فَإِذا ثنيت الْفَاعِل فِي الْفِعْل الْمُضَارع ألحقته ألفا ونونا فِي الرّفْع وَلم تكن هَذِه الْألف كالألف فِي تَثْنِيَة الِاسْم لِأَنَّهَا عَلامَة للإضمار والتثنية وَالنُّون عَلامَة الرّفْع
فَإِذا أردْت جزمه حذفت هَذِه النُّون وَالنّصب دَاخل هُنَا على الْجَزْم كَمَا دخل فِي تَثْنِيَة الِاسْم على الْجَرّ لِأَن الْجَزْم فِي الْفِعْل نَظِير الْجَرّ فِي الِاسْم
وَكَانَت النُّون مَكْسُورَة كحالها فِي الِاسْم وَالْعلَّة وَاحِدَة فيهمَا
وَذَلِكَ قَوْلك هما يضربان وَفِي الْجَزْم لم يضربا وَالنّصب لن يضربا
فَإِن جمعت لاسم فِي الْفِعْل ألحقته واوا ونونا فِي الرّفْع وَكَانَت الْوَاو عَلامَة الْإِضْمَار وَالْجمع كالألف فِي التَّثْنِيَة
وَكَانَت النُّون مَفْتُوحَة كحالها فِي الِاسْم