يُرِيد من الرِّجَال وَقَالَ الآخر
(أَمَرْتُكَ الخيْرَ فافْعَل مَا أُمِرْتَ بِه ... فقدْ تركتك ذَا مَال وَذَا نَشَب)
يُرِيد بِالْخَيرِ وَقَالَ
(أَستَغْفِرُ اللهَ ذَنْبًا لستُ مُحْصِيَهُ ... رَبَّ العِبادِ إِليه الوَجْهُ والعَمَلُ)
يُرِيد من ذَنْب فَهَذَا على هَذَا
فمما جَاءَ مثل مَا وصفت لَك فِي الظروف قَوْله
(ويومٍ شِهدْناه سُلَيْماً وعامِراً ... قَلِيلا سِوَى الطَّعْنِ النِّهالِ نَوافِلُهْ)
يُرِيد شَهِدنَا فِيهِ
فَأَما قَول الله عز وَجل
(بل مكر اللَّيْل وَالنَّهَار فَإِن تَأْوِيله وَالله أعلم بل مكركم فِي اللَّيْل وَالنَّهَار فأضيف الْمصدر إِلَى الْمَفْعُول كَمَا تَقول رَأَيْت بِنَاء دَارك جيدا فأضفت الْبناء إِلَى الدَّار وَإِنَّمَا الْبناء فعل الْبَانِي
وَكَذَلِكَ مَا أحسن خياطَة ثَوْبك وَالْفِعْل إِنَّمَا هُوَ الْفَاعِل وَجَازَت إِضَافَته إِلَى الْمَفْعُول لِأَنَّهُ فِيهِ يحل وَالْمَفْعُول فِيهِ كالمفعول بِهِ قَالَ الشَّاعِر
(لقَدْ لُمْتِني يَا أُمَّ غَيْلانَ فِي السُّرَى ... ونِمْتِ وَمَا لَيْلُ المطيِّ بنائِمِ)
وَالْمعْنَى بنائم الْمطِي فِيهِ وَمثله
(فنامَ لَيْلى وتَقَضَّى هَمِّي ... )
ويروى وتجلى وَقَالَ
(أَمَّا النَّهارُ فَفِي قَيْدٍ وسِلْسِلَةٍ ... واللَّيلُ فِي جَوْفِ مَنْحُوتٍ مِنَ السَّاج)