"وإِنَّ" كان جيدًا١. وتقول: لبيك إنَّ الحمد والنعمة لك, وإن شئت قلت: أنَّ الحمد, قال ابن الأطنابة:
أَبْلِغِ الحارِثَ بنَ ظَالم المو ... عِدِ والناذرَ النذورِ عليّا
إنما تَقْتُلُ النِّيامَ ولا تقتُل ... يقظانَ ذا سلاحٍ كميا٢
وإن شئتَ قلت: إنما تقتل النيامَ على الابتداء زعم ذلك٣ الخليل.
وقال الخليل٤ / ٣٠٩: في قوله: {أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّهُ مَنْ يُحَادِدِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَأَنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ} ٥, قال: ولو قال: فإن كانت عربية جيدة٦. وتقول: أول ما أقول أني أحمد الله, كأنك قلت: أول ما أقول الحمدُ لله. و"إن" في موضعه فإن أردت أن تحكي قلت: أول ما أقول: إني أحمد الله, وتقول: مررت فإذا إنه عبد, وإذا أنه عبد, تريد: مررت فإذا العبودية به واللؤم,
١ قرأ الكوفيون بكسر الهمزة والتشديد على الاستئناف. انظر البحر المحيط ٦/ ٤٠٩.
٢ من شواهد الكتاب ١/ ٤٦٥-٤٦٦ على فتح همزة "إن" حملا على "أبلغ" وجريها مجرى "أن" لأن ما فيها صلة فلا تغيرها عن جواز الفتح والكسر.
يقول هذا للحارث بن ظالم المري، وكان قد توعده بالقتل ونذر دمه إن ظفر به، وإنما قال: تقتل النيام لأنه قتل خالد بن جعفر بن كلاب غيلة وهو نائم في قبته، ولما سمع الحارث هذا أقبل في سلاحه واستصرخ عمرو بن الأطنابة، فلما بعد عن الحي قال له: ألست يقظان ذا سلاح، قال: أجل، قال: فإني الحارث بن ظالم فاستخذي له، ومنّ عليه الحارث بن ظالم وخلى سبيله. والكمي: الشجاع. وانظر شرح السيرافي ٤/ ٢٣، والاشتقاق ٢/ ٤٥٣، والمفصل للزمخشري/ ٤٦٥، وابن يعيش ٨/ ٥٦.
٣ أضفت كلمة "ذلك" لأن المعنى يقتضيها.
٤ انظر الكتاب ١/ ٤٦٦.
٥ التوبة: ٦٣.
والقراءة بكسر الهمزة من "فأن" من الشواذ، انظر البحر ٥/ ٦٥، وانظر الكتاب ١/ ٤٦٧.
٦ انظر: الكتاب ١/ ٤٦٧.
والكسر على جعلها مبتدأة بعد الفاء، لأن ما بعد فاء المجازاة ابتداء.